جددت القضاة الأربعة. وكان إماما فاضلا، دينا، متواضعا، محمود السيرة، حسن العشرة، قانعا باليسير، قليل الرغبة في الدنيا، تاركا للتكلف، تفقه عليه جماعة.
ولقد صدع بالحق لما حصلت الحوطة على البساتين، فجرى الكلام في دار العدل بدمشق بحضور السلطان، فكل ألان القول ودارى الحدة من الدولة وخشي سطوة الملك إلا هو، فإنه قال: ما يحل لمسلم أن يتعرض لهذه الأملاك ولا إلى هذه البساتين، فإنها بيد أصحابها ويدهم عليها ثابتة، فغضب السلطان الملك الظاهر وقام وقال: إذا كنا ما نحن مسلمين أيش قعودنا؟ فأخذ الأمراء في التلطف وقالوا: لم يقل عن مولانا السلطان.
ولما سكن غضبه قال: أثبتوا كتبنا التي تخصنا عند الحنفي. وتحقق صلابته في الدين ونبل في عينه.
روى عنه قاضي القضاة شمس الدين ابن الحريري وأبو الحسن بن العطار وجماعة.
ومات في جمادى الأولى بمنزله بسفح قاسيون، وشيعه خلائق ولم يخلف بعده مثله.
١٢٩ - عبد الرحمن بن أحمد ابن القاضي شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل، الصدر، نجم الدين، أبو بكر ابن القاضي تاج الدين ابن الشيرازي، الدمشقي.
من بيت الرواية والعلم والرياسة والنبل.
روى عن عمر بن طبرزد وزيد بن الحسن الكندي وداود بن ملاعب وابن الحرستاني وغيرهم.
روى عنه الدمياطي وابن الخباز وابن العطار والمجد ابن الصيرفي وجماعة.
وكان من أعيان الشهود. وهو والد شيخنا الزين إبراهيم.
توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة بدمشق وقد سمع جميع المسند من حنبل.
مولده تقريبا سنة ثمان وتسعين.
١٣٠ - عبد الرحمن بن أبي علي بن المخلص إبراهيم بن قرناص، جمال الدين الحموي.