وقال ابن سعد: ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثم قدم بغداد إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان، فتوجه إليها، فمات بالري في ربيع الأول سنة تسع ومائتين.
٨٣ - الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي الكوفي، أبو عبد الله.
ولي قضاء الشرقية ببغداد، ثم ولي قضاء عسكر المهدي، وحدث عن أبيه، والأعمش، وأبي مالك الأشجعي، وعبد الملك بن أبي سليمان. وعنه ابنه الحسن، وابن أخيه سعد بن محمد، وعمر بن شبة، وإسحاق بن بهلول، وروى عنه بقية بن الوليد، وهو أكبر منه.
ضعفه أبو حاتم، وغيره.
قال ابن معين: كان ضعيفا في القضاء، ضعيفا في الحديث.
وقال الحارث بن أبي أسامة: حدثني بعض أصحابنا قال: جاءت امرأة إلى العوفي ومعها صبي ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه. فقال له: هذه امرأتك؟ قال: نعم. قال: وهذا ابنك؟ قال: أصلح الله القاضي أنا خصي. قال: فألزمه الولد، فأخذه على رقبته وانصرف، فلقيه صديق له خصي. فقال: ما هذا؟ قال: القاضي يفرق أولاد الزنا على الخصيان.
وقال الحسين بن فهم: كانت لحية العوفي تبلغ إلى ركبته.
وعن زكريا الساجي قال: اشترى رجل من أصحاب القاضي العوفي جارية، فعاصته، فشكا ذلك إلى العوفي. فقال: أنفذها إلي. فقال لها العوفي: يا لعوب، يا عزوب، يا ذات الجلابيت، ما هذا التمنع المجانب للخيرات، والاختيار للأخلاق المشنوءات؟ قالت: أيد الله القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمره يبعني. فقال: يا هنية كل حكيم وبحاث عن اللطائف عليم، أما علمت أن فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبي المودات، والباذلين لكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟ فقالت له: ليس في الدنيا أصلح