بغدادي مقرئ، قرأ على الليث بن خالد؛ وهو أجل أصحابه. قرأ عليه أحمد بن الحسن البطي، وابن مجاهد، ومحمد بن خلف وكيع، وإبراهيم بن زياد، وأحمد بن علي السمسار.
توفي سنة ثمان وثمانين.
٥٢٧ - محمد بن يزداد، أبو عبد الله الإستراباذي.
عن إسماعيل الشالنجي الفقيه، ويحيى بن معين. وعنه محمد بن إبراهيم بن أبرويه، والحسن بن حمويه، وغيرهما.
مات في ربيع الأول سنة تسع وثمانين؛ قاله الإدريسي.
٥٢٨ - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البصري، أبو العباس المبرد، إمام العربية ببغداد في زمانه.
أخذ عن أبي عثمان المازني، وأبي حاتم السجستاني، وغيرهما. وعنه إسماعيل الصفار ولزمه مدة، وأبو سهل بن زياد، وعيسى الطوماري، وأحمد بن مروان الدينوري، وأبو بكر الخرائطي، وإبراهيم بن محمد نفطويه، ومحمد بن يحيى الصولي، وجماعة.
وكان فصيحًا بليغًا مفوهًا، ثقة، أخباريًا علامة، صاحب نوادر وظرافة. وكان جميلًا وسيمًا، لا سيما في صباه، وله تصانيف مشهورة.
قال أبو الفتح بن جني: إن أبا عثمان المازني لما صنف كتاب الألف واللام سأل أبا العباس عن دقيقه وعويصه، فأحسن الجواب، فقال له: قم، فأنت المبرد؛ أي المثبت للحق. قال أبو العباس: فغير الكوفيون اسمي فجعلوه بفتح الراء.
وقال السيرافي: انتهى علم النحو بعد طبقة الجرمي والمازني إلى المبرد، وهو من ثمالة؛ قبيلة من الأزد. أخذ عن الجرمي، والمازني، وغيرهما.
وكان إسماعيل القاضي يقول: ما رأى المبرد مثل نفسه.
وقال أبو بكر بن مجاهد: ما رأيت أحسن جوابا من المبرد في معاني القرآن، ولقد فاتني منه علم كثير لقضاء ذمام ثعلب.