وقال محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة إفريقية وقف على مكان القيروان، فقال: يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله فأظعنوا ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابة حتى هبطن بطن الوادي، ثم قال للناس: انزلوا باسم الله.
وفيها وجه زيادٌ الربيعَ الحارثي إلى خراسان فغزا بلخ، وكانت قد أغلقت بعد رواح الأحنف بن قيس عنها، فصالحوا الربيع، ثم غزا الربيع قهستان ففتحها عنوة.
وفيها فتح معاوية بن حديج فتحا بالمغرب، وكان قد جاءه عبد الملك بن مروان في مدد أهل المدينة، وهذه أول غزاة لعبد الملك.
وفيها غزوة القسطنطينية، كان أمير الجيش إليها يزيد بن معاوية، وكان معه وجوه الناس، وممن كان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.
وقال سعيد بن عبد العزيز: لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية ولا صائفة، حتى اجتمعوا على معاوية سنة أربعين، فأغزى الصوائف وشتاهم بأرض الروم، ثم غزاهم ابنه يزيد في جماعة من الصحابة في البر والبحر حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ثم قفل راجعا.
وفيها دعا معاوية أهل الشام إلى البيعة بولاية العهد من بعده لابنه يزيد فبايعوه.
وفيها غزا سنان بن سلمة بن المحبق القيقان، فجاءه جيش عظيم من العدو، فقال سنان لأصحابه: أبشروا فإنكم بين خصلتين؛ الجنة أو الغنيمة. ففتح الله عليه ونصره وما أصيب من المسلمين إلا رجل واحد.