وفيها تضعضع أمر السلطان سنجر، وكان قد قتل ابنًا لخوارزم شاه آتسز بن محمد في الوقعة المذكورة، فحنق خوارزم شاه، وبعث إلى الخطا فطمعهم في خراسان، وتزوج إليهم، وحثهم على قصد مملكة سنجر، فساروا في ثلاثمائة ألف فارس، فسار إليهم سنجر، فالتقوا بما وراء النهر، فانهزم سنجر بعد أن قتل من جيشه أحد عشر ألفًا، وأسرت زوجة السلطان سنجر، وانهزم هو إلى بلخ، فأسرع خوارزمشاه إلى مرو، فدخلها وقتل جماعة، وقبض على أعيانها، ولم يزل السلطان سنجر سعيدًا إلى هذا الوقت، فطلب ابن أخيه السلطان مسعودا، وأمره أن يقرب منه وينزل الري.
قال ابن الأثير: وقيل إن بلاد تركستان، وهي كاشغر، وبلاشاغون، وختن، وطراز، كانت بيد الترك الخانية، وهم مسلمون من نسل افراسياب، وسبب إسلام جدهم الأول أنه رأى في منامه كأن رجلًا نزل من السماء، فقال له بالتركية: أسلم تسلم في الدنيا والآخرة، فأسلم في منامه، وأصبح فأظهر إسلامه، ولما مات قام بعده ولده موسى بن سنق، ولم يزل الملك بتركستان في أولاده إلى أرسلان خان محمد بن سليمان بن داود بغراجان بن إبراهيم طمغاج بن أيلك أرسلان بن علي بن موسى بن سنق، فخرج عليه قدر خان فانتزع الملك منه، فظفر السلطان سنجر بقدر خان، وقتله في سنة أربعٍ وتسعين من إحدى وأربعين سنة، وأعاد الملك إلى أرسلان خان، وكان من جنده نوع من الترك يقال لهم القارغلية، ونوع يقال لهم الغز الذين نهبوا خراسان سنة ثمانٍ وأربعين كما يأتي.
وفيها أخذ المغربي الواعظ ببغداد مكشوف الرأس إلى باب النوبي، وجدوا في داره خابية نبيذ وعودًا وآلات اللهو، فكان ينكر ويقول امرأته مغنية والعود لها.
وفيها وصل رسول السلطان سنجر ومعه البردة والقضيب، فسلمه إلى المقتفي لأمر الله، وكانا مع الراشد لما قتل بظاهر أصبهان.