٤٦٧ - محمد بن عبد الواحد بن عبد الجليل بن علي، القاضي الفقيه، زكي الدّين أبو بكر المخزوميّ، اللبنيّ، الشافعيّ.
أعاد بدمشق بالمدرسة الناصرية أول ما فتحت، ودرس بمدرسة الفتحية، وولي قضاء بانياس وقضاء بصرى، ثم ولي قضاء بعلبك بعد قاضيها صدر الدّين عبد الرحيم، وكان محمودا في أحكامه، له فضائل ومشاركات جيدة.
ذكر أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه، وقد عاش ولده معين الدّين إلى سنة نيف عشرة وسبع مائة.
توفي زكي الدّين ببعلبك في ذي القعدة وهو في عشر السبعين، وله شعرٌ حسن.
٤٦٨ - محمد بن غازي بن محمد بن أيوب بن شاذي، السلطان الملك الكامل ناصر الدّين أبو المعالي ابن الملك المظفر ابن العادل صاحب ميّافارقين.
تملك البلد بعد وفاة أبيه سنة خمسٍ وأربعين وستمائة.
ذكره الشيخ قطب الدّين، فقال: كان ملكا جليلا دينا، خيرا، عالما، عادلا، مهيبا، شجاعا، محسنا إلى رعيته، كثير التعبد والخشوع، لم يكن في بيته من يضاهيه في الدّين وحسن الطريقة، استشهد بأيدي التّتار بعد أخذ ميّافارقين منه، وقطع رأسه، وطيف به في البلاد بالمغاني والطبول، ثم علق بسور باب الفراديس، فلما انكسروا دفنه المسلمون بمسجد الرأس الذي داخل باب الفراديس، وكان رحمه الله أولا يداري التّتار، فلما خبرهم انقبض منهم، ولما رآهم على قصده قدم دمشق مستنجدا بالسلطان الملك الناصر، فأكرمه غاية الإكرام، وقدم له تقادم جليلة، ووعده بالنجدة، فرجع إلى ميّافارقين، ولم يمكن الناصر أن ينجده، ثم إن هولاكو سير ابنه أشموط لمحاصرته، فنازله نحوا من عشرين شهرا، وصابر الكامل القتال حتى فني أكثر أهل البلد، وعمهم القتل والوباء والغلاء المفرط والعدم.