وعن بشر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديث والعلم لمن اتقى الله وحسنت نيته فيه. وأما أنا فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.
وقال جعفر البرداني: سمعت بشر بن الحارث يقول: إن عوج بن العنق كان يأتي البحر فيخوضه برجله، ويحتطب الساج، وكان أول من دل على الساج وجلبه، وكان يأخذ من البحر حوتا بيده، فيشويه في عين الشمس.
وقيل: لقي بشر رجلا، فجعل يقبل بشرا ويقول: يا سيدي أبا نصر. فلما ذهب تغرغرت عينا بشر وقال: رجلٌ أحب رجلا على خير توهمه، لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت رجالات الدنيا، فلم أر مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل، وتعجز النساء أن تلد مثله. ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا. ورأيت أبا عبيد كأنه جبل نفخ فيه علم.
وقال أيضا: لو قسم عقل بشر على أهل بغداد صاروا عقلاء.
قلت: وقد روى له أبو داود في كتاب المسائل، والنسائي في مسند علي.
٧٩ - بشر بن عبيد أبو علي الدارسي. ودارس بليدة من نواحي البصرة على البحر.
روى عن مسلمة بن الصلت، وأبي يوسف القاضي، وطلحة بن زيد، وغيرهم. وعنه أبو حاتم، وأحمد بن محمد بن معلى الأدمي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة.