له محمد بن أبي خالد استظهر وقوي، وانتصر غير مرة على العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بن محمد بن أبي خالد. فجمع عيسى جيشا كثيفا يسد الفضاء، فقيل: إنهم أحصاهم فبلغوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا من بين فارس وراجل. فأعطى الفارس أربعين درهما، والراجل عشرين درهما. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضر وبلاء عظيم من النهب والفسق وأخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي الناس غنما بلا راع. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى على قطربل فانتهبوها كلها. ثم قام ببغداد سهل بن سلامة الأنصاري، ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثيرا من أهل الفساد؛ ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال. وأما المسيب هذا فإنه قتل. ولي ذبحه أبو زنبيل، وحمل رأسه على رمح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين.
٣٥٤ - مصعب بن ماهان المروزي.
روى عن سفيان الثوري. وعنه زهير بن عباد الرؤاسي، وعبدة بن سليمان المروزي، وإبراهيم بن شماس السمرقندي، وآخرون.
قال أحمد بن أبي الحواري: كان أميا لا يكتب.
قال أبو توبة الحلبي: أشار علي عيسى بن يونس بالكتابة عن مصعب بن ماهان، وكان مصعب يلحن.
وقال أحمد بن حنبل: كان رجلا صالحا، وحديثه مقارب، فيه شيء من الخطأ.
وقال أبو حاتم: شيخ.
٣٥٥ - م ت ن ق: مصعب بن المقدام، أبو عبد الله الخثعمي الكوفي.
عن أبي حنيفة، ومسعر، وفطر بن خليفة، وفضيل بن غزوان، وابن جريج، وعكرمة بن عمار، وسفيان الثوري، وزائدة، وغيرهم. وعنه إسحاق