للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هاتِ اسقنيها بالكبير وغَنِّني … " ذَهب الّذين يُعاش في أكنافِهمْ " (١)

وكان جحظة مشَّوها، فعمل فيه ابن الرّوميّ:

نُبِئت جَحْظَة يستعيرُ جُحوظهُ … من فيل شطْرَنْجٍ ومن سَرطان

وَارَحْمَتا لمُنادِمِيه تَحَمَّلوا … أَلَمَ العيونِ للذَّة الآذان

وقال الخطيب (٢): أَخَذَ عَنْهُ أَبُو الفرج الأصبهاني، والمعافى بْن زكريّا، وأبو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وغيرهم. وما أحسبُه روى شيئًا من المُسْنَد سامحه الله. ومن جيّد شعره:

وَلَيْلٍ في كواكبه حِرانٌ … فليس لطُول مُدّتِه انقضاءُ

عدمتُ محاسنَ الإصباح فيه … كأنّ الصبُّح جُودٌ أو وفاءُ

قال أبو الفرج صاحب " الأغاني " (٣): كان جحظة متصرّفًا في فنون كثيرة، عارفًا بصناعة النّجوم، كثير الإصابة في أحكامها، مليح الشّعر، حلْو الطبْع، حاضر النادرة، بارعًا في لعب النَّرْد، حاذقًا بالطَّبْخ له فيه مصنَّف، عالمًا بأبنيات الملوك وزيهم في مجالسهم، كان لي وادا مخلصا، ولي آنسا متحققا، ولم يكن أحدٌ يتقدمه في صنعة الغناء وأكثرها مِن شِعره، فيقال: ما رأى مثل نفسه. فحدثني أنه أدخل على المعتمد على الله فغناه، فطرِب وأمر له بخمسمائة دينار، فكانت أول خمسمائة دينار رأيتها عندي جملة.

وأخباره كثيرة.

١٦٣ - أحمد بن الحسين بن الجنيد، أبو عبد الله الدقاق.

بغدادي صدوق. سمع زياد بن أيوب، وأحمد بن المقدام. وعنه الدارقطني، وابن شاهين، وغيرهما (٤).

١٦٤ - أحمد بن خالد بن الخليل البخاري.

عن أحمد بن زهير، وأبي عبد الله بن أبي حفصة. وعنه خلف الخيام.


(١) هذا الشطر من شعر لبيد.
(٢) تاريخه ٥/ ١٠٦.
(٣) ألف أبو الفرج الأصبهاني مجلدًا في أخبار جحظة، لم يصل إلينا.
(٤) من تاريخ الخطيب ٥/ ١٦٢.