يا راحلاً عن سواد المقلتين إلى سواد قلب عن الأضلاع قد رحلا بي للفراق جوى لو مر أبرده بجامد الماء مر البرق لاشتعلا
١٤٤ - كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، أم الكرام، المجاورة بمكة.
كانت كاتبة فاضلة عالمة، سمعت من محمد بن مكي الكشميهني، وزاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن يوسف بن بامويه.
وكانت تضبط كتابها، وإذا حدثت قابلت بنسختها، ولها فهم ومعرفة، حدثت بالصحيح مرات كثيرة، وكانت بكراً لم تتزوج. وطال عمرها، وأقامت بمكة دهراً، وحمل عنها خلق من المغاربة والمجاورين، وعلا إسنادها؛ روى عنها أبو بكر الخطيب، وأبو الغنائم أبيّ النرسي، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، ومحمد بن بركات السعيدي، وعلي بن الحسين الفراء، وعبد الله بن محمد بن صدقة ابن الغزال، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو المظفر السمعاني.
قال أبيّ: أخرجت إلي النسخة، فقعدت بحذائها، وكتبت سبع أوراق، وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت: لا، حتى تعارض معي. فعارضت معها، وقرأت عليها من حديث زاهر.
وقال أبو بكر محمد بن منصور السمعاني: سمعت الوالد يذكر كريمة ويقول: هل رأى إنسان مثل كريمة. قال أبو بكر: وسمعت ابنة أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط، وكان أبوها من كشميهن، وأمها من أولاد السياري، وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس، وعاد بها إلى مكة، وكانت قد بلغت المائة.
قلت: الصحيح وفاتها سنة ثلاث كما مر، لكن قال ابن نقطة: نقلت وفاتها من خط ابن ناصر في سنة خمس وستين.