للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة ثلاثٍ وستمائة، وسمع من داود بن ملاعب، والشيخ الموفق.

وقد تقدم أخوه يحيى.

توفي محمد في رابع رجب. وكان عدلًا رئيسًا (١)، روى عنه الدواداري وقاضي القضاة نجم الدّين، وابن العطار.

٣٢٦ - محمد بن عبد المنعم بن نصر الله بن جعفر بن أحمد بن حواري، الشيخ تاج الدّين، أبو المكارم التنوخي، المعري الأصل، الدّمشقيّ، الحنفيّ. ويعرف بابن شقير. الأديب الشاعر.

ولد سنة ست وستمائة وروى الأربعين التي لهبة الرحمن القشيري، عن أبي الفتوح البكري وروى عن ابن الحرستاني وغيره وهو أخو المحدث الأديب نصر الله، سمع منهما الدّمياطيّ، توفي تاج الدّين في صفر.

ذكره قطب الدّين فقال (٢): كان أديبًا رئيسًا، دمث الأخلاق. وهو من شعراء الملك الناصر يوسف وله فيه مدائح جمة. وكان يحبه ويقدمه على غيره من الشعراء الذين في خدمته.

فمن شعره:

ما ضرَّ قاضي الهوى العُذْريّ حين وَلي … لو كان في حكمه يقضي عليَّ ولي

وما عليه وقد صِرنا رعيتهُ … لو أنّه مغمدٌ عنّا ظُبا المقلِ

يا حاكم الحبّ لا تحكُمْ بسَفْكِ دمي … إلّا بفتوى فتور الأعْين النجلِ

ويا غريم الأسى الخصمُ الألدُّ هوًى … رِفقًا عليَّ فجسمي في هواك بَلي

أخذتَ قلبي رَهنًا يوم كاظمةٍ … على بقايا دعاوٍ للهوى قِبَلي

ورُمْتَ منّي كفيلًا بالأسى عبثًا … وأنت تعلم أنّي بالغرام ملي

وقد قضى حاكم التبريح مجتهدًا … عليّ بالوجدِ حتّى ينقضي أجلي

لذا قذفتُ شُهُود الدّمع فيك عسى … أنّ الوصال بجُرْح الجفْن يثبتُ لي

لا تسطونِّ بعسّالٍ القوام على … ضعفْي فما آفتي إلّا من الأسلِ


(١) من صلة التكملة للحسيني، الورقة ١٧٤. وينظر ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٦٣.
(٢) ذيل مرآة الزمان ٢/ ٤٦٤.