وهو معه. وقد حصل طرنطاي من الأموال والخيل والمماليك والأملاك وغير ذلك ما يفوق الإحصاء. وبنى مدرسةً بالقاهرة ووقف على الأسرى. وكان مليح الشكل، مهيباً لم يتكهل.
ولمّا تسلطن الملك الأشرف استبقاه أياماً حتى رتب أموره واستقل بالملك، ثم قبض عليه وكان في نفسه منه، فبسط عليه العذاب إلى أن أتلفه وصبر المسكين صبراً جميلاً، فقيل إنه عُصر إلى أن هلك ولم يسمع منه كلمة.
وكان بينه وبين علم الدين الشجاعي منافسة وإحن، فقيل: إن الملك الأشرف سلّمه إليه ليعذبه، ولما مات حُمل إلى زاوية الشيخ عمر السعودي، فغسلوه وكفّنوه ودفن بظاهر الزاوية، فذكر فقير من الزاوية قال: لما أتوا به كان له رائحة منكرة جداً، ولما غسلوه تهرأ وتزايلت أعضاؤه وذكر أن جوفه كان مشقوقاً، قال ذلك الشيخ قطب الدين.
ثم قال: رحمه الله وعفا عنه فلقد كان معدوم النظير ولولا شُحُّه وبذاذة لسانه لكان أوحد زمانه، قيل: إنه خلَّف من العين المصري ألف ألف دنيار وستمائة ألف دينار، ومن الكلوتات والحوائص والأواني والأسلحة والمتاجر والخيول والغلمان والأملاك ما لا يحصى كثرةً، فاستولى الأشرف على المجموع، وأفضى الحال بأولاده وحُرمه إلى أن بقوا بلا قوت إلا ما يُسيّره لهم بعض الأعيان على سبيل الصلة. إن في ذلك لعبرة. وتوفي ولم يبلغ الخمسين.
قلت: لم يذكر وفاته في أي شهر.
٥٦٧ - طيبرس، الأمير الكبير، الحاج علاء الدين الوزيري، صهر السلطان الملك الظاهر.
توفي بمصر في ذي الحجة. وكان ديناً، كثير الصدقات، قليل الأذية، أوصى بثلاثمائة ألف درهم أن تنفق في ضعفاء الجند. ووقف خاناً كبيراً بالعقيبة على الصدقة. وله ولد من أمراء الدولة في هذا الوقت وهو عام أربعة عشر وسبعمائة.