للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قبلها طبت في الظّلال وفي … مستودع حيث يخصف الورق

ثم هبطت البلاد لا بشر … أنت ولا مضغة ولا علق

بل نطفة تركب السّفين وقد … ألجم نسرا وأهله الغرق

تنقل من صالب إلى رحم … إذا مضى عالم بدا طبق

حتّى احتوى بيتك المهيمن من … خندف علياء تحتها النّطق

وأنت لما ولدت أشرقت الأ … رض وضاءت بنورك الأفق

فنحن في ذلك الضّياء وفي النّـ … ـور وسبل الرّشاد نخترق

الظّلال: ظلال الجنة. قال الله تعالى إنّ المتّقين في ظلال وعيون. والمستودع: هو الموضع الذي كان آدم وحواء يخصفان عليهما من الورق، أي يضمّان بعضه إلى بعض يتستران به، ثم هبطت إلى الدنيا في صلب آدم، وأنت لا بشر ولا مضغة.

وقوله: تركب السّفين، يعني في صلب نوح. وصالب لغة غريبة في الصّلب، ويجوز في الصّلب الفتحتان كسقم وسقم.

والطّبق: القرن، أي: كلّما مضى عالم وقرن جاء قرن، ولأن القرن يطبق الأرض بسكناه بها. ومنه قوله في الاستسقاء: اللهم اسقنا غيثا مغيثا طبقا غدقا أي يطبق الأرض. وأما قوله تعالى لتركبنّ طبقا عن طبق أي حالا بعد حال.

والنّطق: جمع نطاق وهو ما يشدّ به الوسط ومنه المنطقة. أي أنت أوسط قومك نسبا. وجعله في علياء وجعلهم تحته نطاقا. وضاءت: لغة في أضاءت.

[وأرضعته ثويبة]

وأرضعته ثويبة جارية أبي لهب عمه، مع عمّه حمزة، ومع أبي سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ .

قال شعيب، عن الزّهري، عن عروة: إنّ زينب بنت أبي سلمة وأمّها أخبرته، أنّ أم حبيبة أخبرتهما قالت: قلت: يا رسول الله، انكح أختي