٣٦٠ - محمد بن إبراهيم بن سعيد، الإمام الكبير أبو عبد الله العبدي، الفقيه المالكي البوشنجي. شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور.
رحل وطوف وصنف. وسمع: يحيى بن بكير، ويوسف بن عدي، وروح بن صلاح، وجماعة بمصر. ومحمد بن سنان العوقي، وأمية بن بسطام، ومسدداً، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المنهال الضرير، وعبيد الله ابن عائشة، وهدبة بن خالد بالبصرة.
وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة، وسعيد بن منصور بمكة؛ وأحمد بن يونس اليربوعي، وجماعة بالكوفة؛ وسليمان ابن بنت شرحبيل، وجماعة بدمشق؛ وأبا نصر التمار، وطبقته ببغداد.
ذكره السليماني فقال: أحد أئمة أصحاب مالك، ثم سمى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العباس الدغولي، وأبو حامد ابن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، ودعلج، ويحيى بن محمد العنبري، وإسماعيل بن نجيد، وخلق كثير آخرهم موتاً أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفى سنة ست وستين وثلاث مائة.
قال دعلج: حدثني فقيه من أصحاب داود بن علي أن أبا عبد الله دخل عليهم يوماً، وجلس آخر الناس. ثم إنه تكلم مع داود، فأعجب به وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي؟ قال: نعم.
فقام إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.
وقال يحيى العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أراد الانصراف قدمت دابته، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ ابن خزيمة بركابه، وأبو بكر الجارودي، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلم واحداً منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزيمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن العباس الهروي: صح عندي أن اليوم الذي توفي فيه