جوعًا، وبالغ في الظلم والعسف، وبنى دار المسرة بالقلعة، فجاءت بديعة الحسن.
وفيها جاءت الأخبار من مصر بخلف ولدي الحافظ لدين الله عبد المجيد وهما: حيدرة، والحسن، وافترق الجند فرقتين، إحداهما مائلة إلى الإسماعيلية، والأخرى إلى مذهب السنة، فاستظهرت السنة، وقتلوا خلقًا من أولئك، واستحر القتل بالسودان، واستقام أمر ولي العهد حسن، وتتبع من كان ينصر الإسماعيلية من المقدمين والدعاة، فأبادهم قتلًا وتشريدًا.
قال أبو يعلى حمزة: فورد كتاب الحافظ لدين الله على شمس الملوك بهذا الحال.
وفيها فسخت الفرنج الهدنة وأقبلت بخيلائها، فجمع شمس الملوك جيشه، واستدعى تركمان النواحي، وبرز في عسكره نحو حوران، فالتقوا، وكانت الفرنج في جمعٍ كثيف، فأقامت المناوشة بين الفريقين أيامًا، ثم غافلهم شمس الملوك، ونهض بشطر الجيش، وقصد عكا والناصرة، فأغار وغنم، فانزعجت الفرنج، وردوا ذليلين، وطلبوا تجديد الهدنة.
[سنة تسع وعشرين وخمسمائة]
قد ذكرنا أن الخليفة قال لمسعود: ارحل عنا، وأنه بعث إليه بالخلع والتاج، ثم نفذ إليه الجاولي شحنة بغداد، مضايقًا له على الخروج، وأمره إن هو دافع أن يرمي خيمه، ثم أحس منه أنه قد باطن الأتراك، واطلع منه على سوء نية، فأخرج أمير المؤمنين سرادقه، وخرج أرباب الدولة، فجاء الخبر بموت طغرل، فرحل مسعود جريدةً، وتلاحقته العساكر، فوصل همذان، واختلف عليه الجيش، وانفرد عنه قزل، وسنقر، وجماعة، فجهز لحربهم، وفرق شملهم، فجاء منهم إلى بغداد جماعة، وأخبروا بسوء نيته، منهم البازدار، وقزل، وسنقر.
وسار أنوشروان بأهله إلى خراسان لوزارة السلطان مسعود، فأخذ في الطريق.