للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن لم يجد قطْرٌ على مَغناكم … أغناكم دمعي يقوم مقامَه

يا هل يعيد اللّه أيّام الحِمَى … من قبل أن يلقى المحبّ حِمامه

وهو أخو العلّامة الحكيم نجم الدين ابن المنفاخ الطّبيب لأمّه. وقد مرّ سنة اثنتين وخمسين (١).

٨٨ - محمد بن محمد ابن الشيخ الزاهد أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان، القاضي الجليل، محيي الدين أبو المكارم ابن القاضي الأوحد جمال الدين ابن الأستاذ الأسدي، الحلبي، الشافعي.

ولد سنة اثنتي عشرة وستمائة؛ وروى عن جده وبهاء الدين ابن شداد، ودرس بالقاهرة بالمسرورية، ثم ولي قضاء حلب إلى حين وفاته بها في ثالث عشر جمادى الأولى. وسمع منه المصريون (٢).

٨٩ - محمد بن محمد بن حسن، الشيخ نصير الدين، أبو عبد الله الطوسي، الفيلسوف.

كان رأسا في علم الأوائل، لا سيما معرفة الرياضي وصنعة الأرصاد، فإنه فاق بذلك على الكبار، قرأ على المعين سالم بن بدران المصري المعتزلي، الرافضي وغيره، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو. وكان يطيعه فيما يشير به والأموال في تصريفه. فابتنى بمدينة مراغة قبة ورصدا عظيما واتخذ في ذلك خزانة عظيمة عالية، فسيحة الأرجاء وملأها بالكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد. وقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة والفضلاء وجعل لهم الجامكية.

وكان سمحا، كريما، حليما، حسن العشرة، غزير الفضائل، جليل القدر، لكنه على مذهب الأوائل في كثير من الأصول، نسأل الله الهدى والسداد.


(١) تقدمت ترجمته في وفيات السنة المذكورة من الطبقة السادسة والستين (ط ٦٦/ الترجمة ٤٨).
(٢) تنظر صلة التكملة للحسيني، الورقة ١٨٦.