مات سنة خمس وخمسين ومائة، وقيل: سنة إحدى وستين، وقيل غير ذلك، ويقال: إنه قتل.
٢٦ - حمزة الزيات.
حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، الإمام العلم أبو عمارة التيمي الكوفي الزيات، أحد السبعة القراء، مولى آل عكرمة بن ربعي.
كان عديم النظير في وقته علما وعملا، قيما بكتاب الله، رأسا في الورع.
قرأ على حمران بن أعين، والأعمش، وجماعة، وحدث عن: الحكم، وطلحة بن مصرف، وعدي بن ثابت، وعمرو بن مرة، وحبيب بن أبي ثابت، ومنصور بن المعتمر، وعدة.
وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب إلى الكوفة الجبن والجوز.
وأصله من سبي فارس، وقيل: ولاؤه لبني عجل، وقال سليم بن عيسى: ولاؤه لتيم الله بن ثعلبة بن عكابة، وتيم الله من ربيعة بن نزار.
قرأ على حمزة: سليم بن عيسى الحنفي، وهو أنبل أصحابه، وأبو الحسن الكسائي أحد السبعة، وعائذ بن أبي عائذ، والحسن بن عطية، وشعيب بن حرب، وعبد الله بن صالح العجلي، وعدد كثير.
وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، وأبو الأحوص، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وبكر بن بكار، وحسين الجعفي، وخلق سواهم.
قال سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.
وقال عبد الله العجيلي: قرأ رجل على حمزة فجعل يمد، فقال: لا تفعل، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص، وما فوق الجعودة فهو قطط، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والإدغام: ألكم فيه إمام؟ قال: نعم، حمزة، كان يهمز ويكسر، وهو إمام من أئمة المسلمين، وسيد القراء والزهاد، لو رأيته لقرت عينك به من نسكه.
وقال حسين الجعفي: ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه.