للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة خمس وثلاثين]

فيها غزوة ذي خشب وأمير المسلمين عليها معاوية (١).

وفيها حج بالناس وأقام الموسم عبد الله بن عباس. (مقتل عثمان)

وفيها مقتل عثمان (٢): خرج المصريون وغيرهم على عثمان وصاروا إليه ليخلعوه من الخلافة.

قال إسماعيل بن أبي خالد: لما نزل أهل مصر الجحفة، وأتوا يعاتبون عثمان صعد عثمان المنبر، فقال: جزاكم الله يا أصحاب محمد عني شرا: أذعتم السيئة وكتمتم الحسنة، وأغريتم بي سفهاء الناس، أيكم يذهب إلى هؤلاء القوم فيسألهم ما نقموا وما يريدون؟ قال ذلك ثلاثا ولا يجيبه أحد. فقام علي فقال: أنا، فقال عثمان: أنت أقربهم رحما، فأتاهم فرحبوا به، فقال: ما الذي نقمتم عليه؟ قالوا: نقمنا أنه محا كتاب الله - يعني كونه جمع الأمة على مصحف - وحمى الحمى، واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائة ألف، وتناول أصحاب رسول الله . قال: فرد عليهم عثمان: أما القرآن فمن عند الله، إنما نهيتكم عن الاختلاف فاقرؤوا على أي حرف شئتم، وأما الحمى فوالله ما حميته لإبلي ولا لغنمي، وإنما حميته لإبل الصدقة، وأما


(١) هكذا في النسخ وهو وهم بَيّن، فالعبارة غير مستقيمة ولا تصح، فذي خُشب موضع معروف بالقرب من المدينة المنورة، فأى غزوة هذه التي تأمَّر فيها معاوية؟! وإنما كان في هذه السنة نزول المتآمرين على عثمان من أهل مصر هذا الموضع، قال الطبري في مفتتح سنة خمس وثلاثين من تاريخه: "فمما كان فيها من ذلك نزول أهل مصر ذا خُشُب، حدثني بذلك … عن أبي معشر قال: ذو خشب سنة خمس وثلاثين، وكذلك قال الواقدي" (٤/ ٣٤٠).
(٢) استوعب حافظ الشام أبو الحسن بن عساكر ترجمة عثمان ومقتله في تاريخه لمدينة دمشق، ومنه أفاد المؤلف، فلم نر كبير فائدة في الإشارة إليه في جميع النصوص، إلا عند الضرورة، فمن أراد استزادة، فليراجعه.