واللذات، إلى أن حدث له علة القيء والغثيان، واستمر به ذلك إلى أن مات في جمادى الآخرة، ثم حُمل إلى أصبهان ودُفن بها، وعاش خمسًا وأربعين سنة.
قال ابن الأثير: كان كثير المزاح، حسن الأخلاق، كريمًا، عفيفًا عن أموال الرعية، من أحسن السلاطين سيرة، وألينهم عريكة.
قلت: وجرت بينه وبين عمه سنجر منازعة، ثم تهادنا، وخُطب له بعد عمه ببغداد قبل سنة ثلاثين.
وقد أبطل في آخر أيامه مُكوسًا كثيرة، ونشر العدل.
وقد استقل بدَست السلطنة في أيام المقتفي، واتسع ملكه، ودانت له الأمم، وكان فيه خيرٌ في الجملة وميل إلى العلماء والصلحاء، وتواضع لهم.
قال ابن النجار: أخبرنا محمد بن سعيد الحافظ إملاء، قال: أخبرنا علي بن محمد النيسابوري، قال: أخبرنا السلطان مسعود، قال: أخبرنا أبو بكر الأنصاري، فذكر حديثًا من جزء الأنصاري.
قال أبو سعد السمعاني: كان بطلًا، شجاعًا، ذا رأي وشهامة، تليق به السلطنة، سمّعه علي بن الحسين الغزنوي الواعظ من القاضي أبي بكر، سمع منه جماعة، توفي في جمادى الآخرة.
٤٠٩ - المظفّر بن أردشير بن أبي منصور، أبو منصور العبادي، المروزي، الواعظ، المعروف بالأمير.
كان من أحسن الناس كلامًا في الوعظ، وأرشقهم عبارة، وأحلاهم إشارة، بارعًا في ذلك مع قلة الدين، سمع من: نصر الله بن أحمد الخُشنامي، وعبد الغفار الشيرويي، والعباس بن أحمد الشقّاني، ومحمد بن محمود الرشيدي، وجماعة.
ووعظ ببغداد في سنة نيّف وعشرين وخمسمائة، ثم قدِمها رسولًا من جهة السلطان سنجر سنة إحدى وأربعين، فأقام بها نحوًا من ثلاث سنين يعقد مجلس الوعظ بجامع القصر وبدار السلطان، وظهر له القبول التام من المقتفي لأمر الله ومن الخواص، وأملى بجامع القصر.