للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضريرًا مقصورًا، إلاّ أنه كان حفظة، حسن الفهم. سمع أبا محمد سبط الخيّاط، وابن ناصر، وابن الزاغوني، والفضل بن سهل الإسفراييني، والناس بعدهم. وبلغني أن ابن ناصر كان يراجع الباقداري في أشياء، ويرجع إلى قوله.

وقال الحافظ زكي الدين عبد العظيم، وذكر ابن الباقداري فقال (١): كان أبوه أحد حفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال، والتقدّم مع ضرره.

قلت: وسمع منه إبراهيم الشعار، وعمر بن علي القرشي، ونصر ابن الحصري.

وقال ابن الدّبيثي (٢): أخبرنا عبد الله بن عمر الوكيل، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر، قال: أخبرنا ابن الزاغوني، وسعيد ابن البنّاء، وابن المادح قالوا: أخبرنا أبو نصر الزينبي، فذكر من البعث أن النبي توفيت بنته زينب، فخرج لجنازتها. . الحديث (٣).

توفي الحافظ أبو بكر في ذي الحجة كهلًا. وكانت بنته عجيبة من أسند شيوخ بغداد. سمّعها واستجاز لها الكبار.

١٧٧ - محمد بن محمد ابن الأنباري، أبو الفرج. صاحب ديوان الإنشاء ببغداد.

ناب في الوزارة. وقد كتب الإنشاء سبعة عشر عامًا وأشهرًا. وحدث عن عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي.

توفي في ذي القعدة وله ثمان وستون سنة.

روى عنه أحمد بن طارق الكركي.

وكان ناقص الفضيلة، ظاهر القصور في الترسّل. وإنما روعي لأجل


(١) التكملة لوفيات النقلة ٢/ الترجمة ١٠١٩ وهو محمد بن محمد ابن الباقداري المتوفى سنة ٦٠٤.
(٢) تاريخه، الورقة ١٥٤ (شهيد علي).
(٣) ينظر تمام الحديث في تاريخ ابن الدبيثي، وفيه: "إنها كانت امرأة مسقامًا فذكرت شدة الموت وضغطة القبر فدعوت الله فخفف عنها"، وهذا الحديث لا يصح من جميع طرقه كما قال ابن الجوزي في العلل؛ أخرجه الحاكم ٤/ ٤٦، وابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٩٠٨، وفي الموضوعات ٣/ ٢٣٢ من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن أنس.