من غير سجعٍ، ولا تزويق عبارةٍ ولا شعر، وهو ثقة في روايته، وقيل: إنه كان له في كل يومٍ ختمةٌ مع دوام الصوم، وقيل: إنه يُفطر على قرص واحد.
وقال ابن الدبيثي: أملى عدة مجالس، وكان مقبلًا على الخير، كثير الصلاة، له يدٌ باسطةٌ في النظر، واطلاع على العلوم، ومعرفة بالحديث، وكان جماعةً للفنون، رحمه اللَّه، رجع إلى بلده سنة ثمانين، فأقام بها مشتغلًا بالعبادة إلى أن توفي في محرم سنة تسعين.
وقال الحافظ عبد العظيم: حكى عنه غيرُ واحدٍ أنه كان لا يزال لسانه رطبًا من ذِكر اللَّه، توفي في الثالث والعشرين من المحرم.
وأنبأني ابن البزُوري أنه أوَّل من تكلم بالوعظ بباب بدر الشريف.
قلت: هو مكان كان يحضر فيه وعظه الإمام المستضيء من وراء حجاب، وتحضر الخلائق، فكان يعظ فيه القزويني مرةً، وابن الجوزي مرةً.
وقد روى عنه مسند إسحاق بن راهويه أبو البقاء لإسماعيل بن محمد المؤدب البغدادي، وروى عنه ابن الدُّبيثي، ومحمد بن عليّ بن أبي سهل الواسطي، والموفق عبد اللطيف بن يوسف، وبالغ في الثناء عليه، وقال: كان يعمل في اليوم والليلة، ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر، ولما ظهر التشيُّع في زمان ابن الصاحب التمس العامة منه يوم عاشوراء على المنبر أن يلعن يزيد فامتنع، ووثبوا عليه بالقتل مرات، فلم يُرع، ولا زَلَّ له لسانٌ ولا قدم، وخلص سليمًا، وسافر إلى قزوين.
قال: وفي أيام مجد الدّين ابن الصاحب صارت بغداد بالكرخ، وجماعةٌ من الحنابلة تشيعوا، حتى إن ابن الجوزي صار يسجع ويُلغِز، إلا رضي الدّين القزويني، فإنه تصلّب في دينه وتشدد.