قال الحاكم: وقل ما رأيت أصبر على الفقر من أبي عمرو، فإنه كان يتجمل بدست ثياب الجمعات وحضور المجلس، ويلبس في بيته فروا ضعيفة، ويأكل رغيفا وبصلة أو جزرة. وبلغني أنه كان يحيي الليل، وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويضرب اللبن لقبور الفقراء، ولم أر في مشايخنا له في الاجتهاد نظيرا. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستين وهو ابن خمس وتسعين سنة رضي الله عنه.
٣٤١ - محمد بن أحمد بن موسى القاضي، أبو عبد الله الرازي الخازن ابن أخي علي بن موسى القمي، فقيه أهل الرأي وشيخ الحنفية.
سمع محمد بن أيوب بن الضريس، وإبراهيم بن يوسف. وعنه الحاكم وقال: كان من أفصح من رأينا وآدبهم، ولي قضاء سمرقند وفرغانة، وكان والد قاضي الري.
قال الحاكم: انتقيت على أبي عبد الله نيفا وعشرين جزءا، ومات بفرغانة في رمضان وهو على قضائها.
٣٤٢ - محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم بن عمران، أبو بكر الأنباري البندار، ويعرف بابن أبي أحمد.
سمع أحمد بن الخليل البرجلاني، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، وجعفر بن محمد الصائغ، وهو آخر من حدث عنهم. روى عنه ابن سميكة، وأبو بكر البرقاني، وأبو علي بن شاذان، وبشرى بن الفاتني، وعلي بن داود الرزاز، ومحمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، وأبو نعيم الحافظ، وآخرون.
ومولده في شوال سنة سبع وستين ومائتين.
قال الخطيب: سألت البرقاني عنه، فقال: كان سماعه صحيحا بخط أبيه.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي فجاءة يوم عاشوراء. قال: وانتقى عليه عمر البصري، وكان قريب الأمر فيه بعض الشيء، وكانت له أصول جياد بخط أبيه.