وقال همام: سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشيءٍ من رأيي منذ عشرين سنة.
وقد ذكر سفيان الثوري قتادة مرة فقال: وكان في الدنيا مثل قتادة؟!.
وقال معمر: قلت للزهري: قتادة أعلم أو مكحول؟ قال: لا، بل قتادة.
وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئاً إلا حفظه. قرئت عليه صحيفة جابر مرة واحدةً فحفظها.
وقال شعبة: نصصت على قتادة سبعين حديثاً، كلها يقول: سمعت أنس بن مالك إلا أربعة.
قلت: قد دلس قتادة عن جماعة. وقال شعبة: لا يعرف لقتادة سماعٌ من أبي رافع. وقال يحيى بن معين: لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير، ولا من مجاهد. وقال القطان: لم يسمع من سليمان بن يسار. وقال أحمد: لم يسمع من معاذة.
قلت: وقد تفوه قتادة بشيءٍ من القدر. وقال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: كل شيءٍ بقدرٍ إلا المعاصي. وقال ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحاً، يعني القدر.
قلت: وكان قتادة أيضاً رأساً في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس. ونقل القفطي في تاريخ النحاة قال: كان الرجلان من بني أمية يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريداً إلى العراق، يسأل قتادة عنه.
وثقه غير واحدٍ. ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحمه الله.