كثير من مساكن شيزر على أهلها. وأما كفرطاب فهرب أهلها منها خوفًا على أرواحهم، وأما حماة فكانت كذلك.
قلت: وقد ذكر ابن الجوزي الزلزلة كما يأتي في سنة اثنتين، فبالغ ونقل ما لم يقع.
قال حمزة: وفي رمضان وصل الملك نور الدين إلى دمشق من حلب بعد أن تفقد أحوالها وهذبها. وفي شوال تقررت الموادعة بينه وبين ملك الفرنج سنة كاملة، وأن المقاطعة المحمولة إليهم من دمشق ثمانية آلاف دينار صورية. وكتبت الموادعة بذلك، وأكدت بالأيمان، فبعد شهرين غدرت الفرنج لوصول نجدة في البحر، ونهضوا إلى الشغراء من ناحية بانياس، وبها جشارات الخيول، فاستاقوا الجميع، وأسروا خلقًا.
وفيها كثر الحريق ببغداد، ودام أيامًا ووقع في تسعة دروب سماها ابن الجوزي.
وفيها سافر أمير المؤمنين إلى ناحية دجيل بعد قدومه من حلوان وخرج يتصيد.
وانضاف إلى سليمان شاه ابن أخيه ملكشاه وإلدكز وتحالفوا، فسار لقتالهم محمد شاه، فعملوا مصافًا فانتصر محمد شاه، ووصل إلى بغداد من عسكرها خمسون فارسًا بعد أن خرجوا ثلاثة آلاف، ولم يقتل منهم أحد، إنما نهبوا، وأخذت خيولهم، وتشتتوا. ورد سليمان شاه في حالة نحسةٍ، فخرج عليه أمير الموصل، فقبض عليه وطلعه إلى القلعة. وسار محمد شاه يقصد بغداد، فوصل إلى ناحية بعقوبا، وبعث إلى كوجك، فتأخر عنه، فانزعجت بغداد، وأحضرت العساكر، واستعرضهم الوزير.