أسأله: هل أنا ميت؟ فكأنّه عرف، فقال: أنا لا أدري. أو قال: من أين أدري؟ فقلت في نفسي: هذا ملك، وعوفيت من المرض.
وسمعته يقول: أصابني وجعٌ شديد، فرأيت في المنام كأنّ قائلًا يقول لي: اقرأ على وجعك الآيات الّتي فيها اسم الله الأعظم.
فقلت: ما هي؟ قال: بديع السَّماوات والأرض إلى قوله: اللَّطيف الخبير. فقرأته فعوفيت.
وسمعته يقول: أتاني رجلٌ من خراسان فقال: إنّ رسول الله ﷺ أتاني في منامي وأنا في مسجد المدينة، فقال لي: إذا أتيت همذان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك منّي السَّلام. قلت: يا رسول الله، لماذا؟ قال: لأنّه يصلّي عليَّ في كلّ يومٍ مائة مرّة. فقال: أسألك أن تعلّمنيها. فقلت: إنّي أقول كلّ يوم مائة مرّة أو أكثر: اللهمّ صلّ على محمد النّبيّ الأمّيّ، وعلى آل محمد، جزى الله محمدًا ﷺ عنّا ما هو أهله. فأخذها عنّي، وحلف لي: إنّي ما كنت عرفتك ولا اسمك حتّى عرَّفك لي رسول الله ﷺ. فعرضت عليه برًّا لأنّي ظننته متزيِّدًا في قوله، فما قبل منّي وقال: ما كنت لأبيع رسالة رسول الله ﷺ بعرضٍ من الدّنيا. ومضى فما رأيته بعد ذلك.
٣٠ - محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى ابن المهديّ بالله الهاشميّ العبّاسيّ البغداديّ الشّاعر، ويعرف بابن الحندقوقيّ.
سمع أبا الحسن بن رزقويه، وأبا الحسين القطّان. وسمع بالبصرة من القاضي أبي عمر الهاشميّ. روى عنه إسماعيل ابن السمرقندي.
توفّي في ذي الحجّة، وهو في عشر الثمانين (١).
٣١ - محمد بن عمر، أبو طاهر الأصبهانيّ، النّقّاش.
٣٢ - محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله، أبو الخير المروزيّ الصّفار.
آخر من روى صحيح البخاريّ في الدّنيا بعلوٍّ، رواه عن أبي الهيثم الكشميهنيّ.
قال ابن طاهر المقدسيّ: ظهر سماعه على الأصل بالصّحيح، فقرئ
(١) ذكره السمعاني في الذيل، كما في مختصره لابن منظور، الورقة ٧.