٢٧٣ - أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر، الرجل الصالح، أبو العباس المقدسي، الجماعيلي الحنبلي، والد الشيخ أبي عمر، والشيخ الموفق، نزيل سفح قاسيون رضي الله عنه.
ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، وهاجر إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، فنزل بمسجد أبي صالح بظاهر باب شرقي نحو سنتين، وانتقل إلى الجبل، وبنى الدير المبارك، وسكن بالجبل. وقد حج وجاور، وسمع من رزين العبدري صحيح مسلم، وحدث به. روى عنه ابناه، وتوفي في شوال.
وكان صالحًا، زاهدًا، عابدًا، قانتًا، صاحب كرامات وأحوال، جمع أخباره سبطه الحافظ ضياء الدين، وساق له عدة كرامات، وحكى عن خاله الموفق، أن أباه قرأ في شهر رمضان بمسجد أبي صالح خمسًا وستين ختمة، ثم حكاها عن الشيخ العماد، عن الشيخ أحمد، أنه قرأ ذلك.
وقال العماد: كان الشيخ أحمد بين عينيه نور لا يكاد أحد يراه إلا قبل يده.
قلت: قبره بمقبرة المقادسة التي فوق مرقد الحوراني، مقصود بالزيارة، رضي الله عنه.
٢٧٤ - أحمد بن مسعود بن يحيى بن إبراهيم، أبو جعفر بن أشكبند القيسي السرقسطي ثم الشاطبي.
سمع من أبي عامر بن حبيب، وعبد الحق بن عطية، وجماعة. وولي خطة الشورى بشاطبة.
قال ابن الأبار: وكان محدثًا، حافظًا، متقنًا. أخذ عنه أبو القاسم بن فيرة الضرير، وغيره. قال ابن عياد: لم أر بعد أبي الوليد ابن الدباغ أحفظ منه لأسماء الرجال، وكان ورعًا، منقبضًا، متواضعًا، تزهد في آخر عمره، حتى عرف بإجابة الدعوة. توفي في رمضان، ويقال، توفي سنة سبع وخمسين.