أبي القاسم بن الحُصين. وولي حجابة الباب النوبي. وحدث ببغداد، والشام، ومصر. وكان أنيق الكتابة. سمع منه أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، ومات قبله بدهر. وحدث عنه ابن خليل، والضياء، وخطيب مردا، وجماعة. وتوفي في غرة شعبان.
وقد ولي أبوه وكالة المسترشد بالله.
٥٢٧ - علي بن خلف بن معزوز بن علي. الإمام أبو الحسن الكومي، المحمودي، التلمساني، المالكي. نزيل منية بني خصيب.
فقيه عارف بالمذهب، خبير بالأصول والنظر، ذو زهد وورع. وكان يحضر عند صاحب المغرب، وله منه جانب، فآثر الآخرة وفارقه، وقدم مصر، واشتغل بالثغر على أبي طالب صالح ابن بنت معافى. وحج ودخل بغداد، فسمع من يحيى بن ثابت، وأبي بكر ابن النقور، وأبي علي الرحبي، ومحمد بن محمد بن السكن، وأبي المكارم المبارك بن محمد البادرائي، وطائفة. وكتب الكثير، وحصل الأصول.
قال المنذري: توفي في الرابع والعشرين من رجب. وحدث عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا. ودرس بمنية بني خصيب وأشغل. وبنو محمود من كومية؛ قبيلة من البربر.
روى عنه عبد الجليل الطحاوي، والشهاب القوصي، وقال: هو مدرس النجمية اللمطية بمنية بني خصيب. كان شيخًا إماماً، كثير العبادة، رحل إلى العراق في طلب الحديث، وأفتى ودرس. سمعتُ منه ياقوتة أبي عمرو الزاهد، وعدة أجزاء.
أنشدني أحمد بن إسحاق القرافي، قال: أنشدنا عبد الجليل بن محمد الطحاوي المالكي سنة خمس وثلاثين وست مائة، قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن خلف، عن عبد الله بن محمد الأشيري، عن ابن مفوز لنفسه: تروي الأحاديث عن كل مسامحةً وإنما لمعانيها مُعانيها