فيها: عزل عن الوزارة حامد بن العباس، وعلي بن عيسى، وقلدها أبو الحسن علي بن محمد بن الفرات. وهذه ثالث مرة يعاد. ثم صودر حامد وعذب، وكان فيه زعارة وطيش فيما قال المسعودي. قال: كلمه إنسان، فقلب ثيابه على كتفه ولكم الرجل. ودخلت عليه أم موسى القهرمانة، وكانت كبيرة المحل، فخاطبته في طلب المال، فقال لها: اضرطي والتقطي واحسبي لا تغلطي فأخجلها وبلغ المقتدر فضحك، وأمر القيان تغني به.
وجرت له فصول وتجلد على الضرب، وأحدر إلى واسط، فمات في الطريق.
وكان قديماً قد ولي نظر بلاد فارس، ثم ولي نظر واسط والبصرة، وكان موسراً متجملاً، له أربعمائة مملوك كلهم يحمل السلاح، وفيهم أمراء.
وزر للمقتدر سنة ست وثلاثمائة، وكان سمحاً جواداً معطاء ظالماً. له أخبار في الظلم وفي الكرم. ولما أحدر إلى واسط سم في الطريق في بيض نيمرشت، فأخذه الإسهال حتى تلف ومات في رمضان، سامحه الله.
وسلم علي بن عيسى إلى المحسن بن أبي الحسن بن الفرات، فقيده وأهانه، فقال: والله ما أملك سوى ثلاثة آلاف دينار، وما أنا من أهل الخيانة. وحضر نازوك صاحب شرطة بغداد، والمحسن قد أحضر علياً وشرع يشتمه، فقام نازوك. فقال له المحسن: إلى أين؟ فقال: قد قبلنا يد هذا الشيخ سنين كثيرة، فما يطيب لي أن أراه على هذه الحال.