قال ابن كامل: كان حسن المجلس، مفننًا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه، ولأصناف الأخبار، والنسب، والشعر، والمعرفة بالرجال، فصيحًا، متوسطًا في الفقه. يميل إلى مذهب العراقيين.
سمعته يقول: صحبت ابن معين، فأخذت عنه معرفة الرجال، وصحبت مصعب بن عبد الله، فأخذت عنه معرفة النسب، وصحبت أبا خيثمة، فأخذت عنه المسند، وصحبت الحسن بن حماد سجادة، فأخذت عنه الفقه.
٢٣١ - الحسين بن محمد بن زياد، أبو علي النيسابوري القباني الحافظ.
أحد أركان الحديث بنيسابور.
سمع إسحاق بن راهويه، وعمرو بن زرارة، وطائفة ببلده.
وسهل بن عثمان العسكري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبا مصعب، وأبا بكر بن أبي شيبة، وسريج بن يونس، وطبقتهم في رحلته.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وهو من شيوخه؛ وقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا حسين، قال: حدثنا أحمد بن منيع، فذكر حديثًا. فقيل: إنه القباني.
كذا قاله أبو النصر الكلاباذي، وغيره.
وقال بعضهم: هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي. والأول أشبه، لأن القباني كان عنده مسند ابن منيع بكماله، ولأنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه، لما وقع للبخاري بنيسابور ما وقع مع الذهلي. وعنه أيضًا: دعلج، وأبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي، ويحيى بن محمد العنبري، وجماعة كثيرة من شيوخ الحاكم.
وقال فيه الحاكم: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا. رحل وأكثر وصنف المسند، والأبواب، والتاريخ، والكنى، ودونت في الدنيا.
ثم روى الحاكم بإسناده، عن القباني قال: كان لزياد جدي قبان، ولم يكن وزانًا. ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كبير قبان وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا