للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦١ - قرارسلان، السلطان الملك المظفر، فخر الدين ابن الملك السعيد نجم الدين أبي الفتح إيل غازي بن أرتق بن غازي بن ألبي بن تمرتاش، صاحب ماردين وابن ملوكها.

ذكرنا والده في سنة ثمان وخمسين (١)، وبقي هذا في الملك ثلاثًا وثلاثين سنة وولي بعده ابنه الملك السعيد داود، ثم ابنه الآخر الملك المنصور نجم الدين غازي، فبقي إلى سنة اثنتي عشرة وستمائة.

فذكر الأمير شمس الدين ابن التيتي وكان قد وزر للمظفر وبعثه رسولاً إلى صاحب مصر السلطان الملك المنصور فاعتقله، قال: تملك المظفر بعد أبيه وحاصره التتار، يعني السعيد، تسعة أشهر ولم يلن جانبه لهم وقال: لو أقمت حتى لا يبقى معي أحد ما نزلت إليهم ولو دخلوا علي لعجلت بإهلاك نفسي، ثم مات في الحصار، فنزل ابنه المظفر إليهم وذكر خدمه المتقدمة وأن أباه هو الذي كان يمنعه من الدخول في طاعتهم، فقبلوا ذلك منه، وأقره هولاكو على مملكة بلده.

قال الشيخ قطب الدين: توفي في هذه السنة (٢).

٦٢ - محمد، شرف القضاة، أبو الفتح ابن فخر القضاة أبي الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحسين ابن الجباب، التميمي، السعدي، الأغلبي، المصري، الكاتب.

خدم في الدواوين والجهات وروى بالإجازة عن الكندي وابن الحرستاني، وسمع من عم أبيه أبي البركات عبد القوي بن الجباب وعلي بن مختار، وكان عسرًا على الطلبة.

توفي سامحه الله في السادس والعشرين من ذي الحجة وله ثلاث وثمانون سنة.

سمع منه: البرزالي وابن سيد الناس والطلبة وحدث بالسيرة عن أبي البركات.


(١) تقدمت ترجمته في وفيات السنة المذكورة (ط ٦٦/ الترجمة ٤٢١).
(٢) وينظر تلخيص مجمع الآداب ٤/ الترجمة ٢٢٩٠، وقد توهم في تاريخ وفاته فذكر أنها كانت سنة ٦٨١، وهو وهم بيّن.