مروان بن حيان المؤرخ، وسراج القاضي، قيد الناس عنه كثيرًا، ومات بقرطبة.
١٩١ - محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، الإمام أبو بكر الشاشي، الفقيه، الشافعي، مؤلف المستظهري.
ولد بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وتفقه على الإمام أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني، وتفقه على قاضي ميافارقين أبي منصور الطوسي تلميذ الأستاذ أبي محمد الجويني، ثم رحل أبو بكر إلى العراق، ولازم الشيخ أبا إسحاق، وكان معيد درسه، وكان يتردد إلى أبي نصر ابن الصباغ، فقرأ عليه الشامل.
وسمع الحديث من الكازروني شيخه، ومن ثابت بن أبي القاسم الخياط، وبمكة من أبي محمد هياج الحطيني، وسمع ببغداد من: أبي بكر الخطيب، وجماعة، روى عنه: أبو المعمر الأزجي، وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي، وأبو بكر ابن النقور، وشهدة، والسلفي، وغيرهم، وتفقه به جماعة.
قال القاضي ابن خلكان: أبو بكر الشاشي، الفارقي، المعروف بالمستظهري، الملقب فخر الإسلام، كان فقيه وقته، ودخل نيسابور صحبة الشيخ أبي إسحاق، وتكلم في مسألة بين يدي إمام الحرمين، وتعين في الفقه ببغداد بعد أستاذه أبي إسحاق، وانتهت إليه رياسة الطائفة الشافعية، وصنف تصانيف حسنة، من ذلك كتاب حلية العلماء في المذهب ذكر فيه مذهب الشافعي، ثم ضم إلى كل مسألة اختلاف الأئمة فيها، وسماه المستظهري، لأنه صنفه للإمام المستظهر بالله، وصنف أيضًا في الخلاف، وولي تدريس النظامية ببغداد بعد شيخه، وبعد ابن الصباغ، والغزالي، ثم وليها بعد موت إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة في المحرم، ودرس بمدرسة تاج الملك وزير ملكشاه، وتوفي في خامس وعشرين شوال، ودفن مع شيخه أبي إسحاق في قبر واحد، وقيل: دفن إلى جانبه.