٦١ - نصر بن أحمد بن مروان الكردي ّ، صاحب ديار بكر.
مات عن سنٍّ عالية، وتملَّك ابنه منصور سنة اثنتين وسبعين.
٦٢ - هيّاج بن عبيد بن حسين، الفقيه الزّاهد أبو محمد الحطّينيّ. وحطّين: قرية بين عكا وطبرّية، بها قبر شعيب عليه السّلام فيما قيل.
سمع أبا الحسن عليّ بن موسى السِّمسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطُّبيز، ومحمد بن عوف المزنيّ، وجماعة بدمشق، وأبا ذرّ الهرويّ بمكّة، وعبد العزيز الأزجيّ وغيره ببغداد، ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حمِّصة بمصر، والسَّكن بن جميع بصيدا، ومحمد بن أحمد بن سهل بقيساريّة.
روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في معجمه فقال: أخبرنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزُّهد والورع.
وروى عنه محمد بن طاهر، وعمر الرُّواسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهمذانيّ، وثابت بن منصور القيسرانيّ، وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السِّجزيّ، وغيرهم.
قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوساً بالحرم، فتمارى اثنان أيُّهما أحسن: مصر، أو بغداد؟ فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلاّ من دخل البلدين. فقالوا: من هو؟ فقلت: الفقيه هيَّاج. فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فيم جئتم؟ فقصصت عليه وقلت: قد احتكما إليك.
فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب؟ قلنا: نعم. فقال: البصرة. قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب؛ ذاك الخراب وقلّة النّاس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزّيارات. وأمّا بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزَّحمة والأكاسرة.
وكان هيّاج فقيه الحرم بعد رافع الحمّال، وسمعته يقول: كان لرافع الحمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشّيرازيّ، وأبو يعلى ابن الفرّاء بمراعاة رافع. كانوا يتفقّهون، وكان يكون معهما ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوَّتان به.
قال ابن طاهر: كان هيّاج قد بلغ من زهده أنّه يصوم ثلاثة أيّام، ويواصل ولا يفطر إلاّ على ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثّالث من أتاه بشيء أكله، ولا