وله مرثيةٌ بديعةٌ أولها:
فؤاٌد عَلَى فقد الحبيب لَهُ وقدُ … وأجفانُ عينٍ ما لها بالكرى عهدُ
وجسمٌ براه لاعجُ الحزن والجوى … فما فِيهِ إلا الروحُ والعظمُ والجلدُ
منها:
فيا قبره ألا رفقتَ بجسمه … فقد كَانَ يدميه إذا مسه البردُ
وألا كشفت التُّرب عَنْ حسن وجهه … فقد كَانَ وجهًا يخجل البدر إذ يبدو
وله:
يا من تلوَّن فِي الوداد ولم أزل … أبدًا بحُسن وداده أتمسكُ
الماء منه حياتنا وسرورنا … وإذا تلون أو تغير يترك
وله:
مبارز الدين يا من جود راحته … وفضله فِي الورى يُربي عَلَى السُّحبِ
عندي طريفية شهباء تحسبها … للحسن قد لبست ثوباً من الشُّهبِ
لم ترض بعلاً هلال الأفق من صلفٍ … ولا نجوم الثريا موضع اللببِ
كم مرةٍ تركت ريح الشمال وقد … جاءت تسابقها فِي غاية التعبِ
كريمة تسند الأعراب نسبتها … إلى جياد تميمٍ سادة العربِ
رأت جوادك فِي الميدان معترضًا … يزهو على الخيل في التقريب والخببِ
جاءته خاطبة لما انثنى وله … أصلٌ يماثلها فِي عزة النسبِ
وقد رأته لها كفوًا ولو خَطَبَت … طرفًا سواه رآها أشرف الرُّتبِ
فاحذر تضن عليها فهي شاعرة … وشعرها مؤلم فِي حالة الغضبِ
٢٨٦ - محمد بن يوسف بن محمد بن عصمون، ناصر الدين المالقي.
ولد بمالقة سنة إحدى عشرة. وحدّث عن سبط السِّلفي.
توفي في ذي القعدة بمصر.
٢٨٧ - مصطفى بن أبي زرعة بن عبد الرزاق، صفيُّ الدين الجروي، الدَّلاصي، ثم المصري.
ولد سنة أربعٍ وستمائة. وسمع من علي بن المفضَّل الحافظ وابن باقا وغيرهما. ومات في شعبان.