وقال الحاكم: وجدت أبا علي الحافظ سيئ الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب، فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرت طرق حديث: أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء فقلت له: تحفظ شعبة عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس عن ابن عباس؟ قال: بلى، غندر، وابن أبي عدي. فقلت: من عنهما؟ قال: حدثناه عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، فاتهمته إذ ذاك، فإنه ما حدث به غير عثمان بن عمر، عن شعبة.
قال الحافظ ضياء الدين: هذا وهم فيه الطبراني في المذاكرة، أما في جمعه حديث شعبة، فلم يروه إلاّ من طريق عثمان بن عمر، ولو كان كل من وهم في حديث واحد اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد.
وقال أبو عبد الله بن منده الحافظ: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنه لقيه، توفي أحمد بن عبد الرحيم بمصر سنة ست وستين ومائتين.
قلت: كذا ورخه ابن يونس في موضع، وقال في موضع آخر: توفي سنة سبعين في رمضان، وعلى كل تقدير فلم يلقه، والذي ظهر لي أنه سمع من ابن البرقي بلا شك، لكن من عبد الرحيم أخي أحمد المذكور، فاعتقد أنه هو أحمد، وغلط في اسم الرجل، ويؤيد هذا أن الطبراني لم يخرج عن أحمد عن كبار شيوخه مثل عمرو بن أبي سلمة ونحوه، إنما روى عنه عن مثل عبد الملك بن هشام راوي السيرة. وأخرى: أن الطبراني لم يسم عبد الرحيم ولا ذكره في معجمه، وقد أدركه بيقين لما دخل مصر وسمع منه، لكنه سماه باسم أخيه وهما منه، ولهما أخ حافظ، توفي سنة تسع وأربعين ومائتين من شيوخ النبل، وهذا وهم وحش من الطبراني قد تكرر في كثير من معجمه قوله: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، وقد توفي عبد الرحيم ابن البرقي سنة ست وثمانين. وسئل أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي الحافظ عن الطبراني فقال: كتبت عنه ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلا أنه كتب عن شيخ بمصر، وكانا أخوين وغلط في اسمه.
وقال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد، وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار، عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، فلم أجد إلا أحاديث