نجاح، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن الدوش، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وخلق كثير من أهل الأندلس، لا سيما أهل دانية.
ومن فهرس الإمام أبي محمد بن عبيد الله الحجري، قال: والحافظ أبو عمرو الداني، قال بعض الشيوخ: لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه، وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته، وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها.
قال ابن بشكوال: كان أحد الأئمة في علم القرآن، رواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة يطول تعدادها، وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الحفظ والذكاء والتفنن في العلم، وكان دينا فاضلا، ورعا، سنيا.
وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة، مالكي المذهب.
وذكره الحميدي فقال: محدث مكثر ومقرئ متقدم. سمع بالأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألف فيها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القراء معترفين ببراعة أبي عمرو الداني وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرسم والتجويد والوجوه. له كتاب جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة، في ثلاثة أسفار، وكتاب إيجاز البيان في أصول قراءة ورش، في مجلد كبير، وكتاب التلخيص في قراءة ورش، في مجلد متوسط، وكتاب التيسير، وكتاب المقنع وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ مجلد كبير، وكتاب الأرجوزة في أصول