رقدت ولم ترث للساهر وليل المحب بلا آخر ولم تدر بعد ذهاب الرقا د ما فعل الدمع بالناظر أيا من تعبدني حسنه أجرني من طرفك الجائر وجد للفؤاد فداك الفؤا د من طرفك الفاتن الفاتر.
وعن خالد الكاتب قال: طرق بابي بعد العتمة، فخرجت فإذا رجل على حمار مغطى الرأس معه خادم، فقال: أنت الذي تقول:
ليت ما أصبح من رقـ ـة خديك بقلبك.
قلت: نعم.
قال: فأنت الذي تقول:
أقول للسقم عد إلى بدني حبا لشيء يكون من سببك.
قلت: نعم.
قال: وأنت الذي تقول:
ترشفت من شفتيه العقارا وقبلت من خده الجلنارا.
قلت: نعم.
قال: يا غلام ادفع إليه ما معك.
فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار.
قلت: والله لا أقبلها حتى أعرفك.
قال: أنا إبراهيم ابن المهدي.
وقد وسوس خالد وكبر، وكان يركب قصبة.
قال بعضهم: فلقد رأيته والصبيان يتبعونه ويقولون: يا بارد.
ويقولون: ما الذي صار بك إلى هذا؟ فيقول: الهموم والسهر والسهاد والفكر سلطت على جسد فيه للهموم أثر لا ومن كلفت به ما يطيق ذا بشر.
وشعره هكذا بديع سائر.
٢١٤ - الخصاف الإمام، شيخ الحنفية، أبو بكر أحمد بن عمرو الخصاف الشيباني.