والصَّفات، والدَّعوات الكبير، والبعث للبيهقي؛ قاله السَّمعاني، وقال: هو إمام مفتٍ، مناظر، واعظ، حسن الأخلاق والمعاشرة، كثير التَّبسُّم، جواد مُكْرِم للغرباء، ما رأيت في شيوخي مثله.
قلت: روى عنه أبو سعد السَّمعاني، وأبو العلاء الهمذاني، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الحسن المُرادي، ومحمد بن عليّ بن ياسر الجيَّاني، ومحمد بن عليّ بن صدقة الحرَّاني، وأحمد بن إسماعيل القزويني، وأبو سعد عبد الله بن عمر الصَّفَّار، وعبد السَّلام بن عبد الرحمن الأكَّافي، وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشَّعري، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وأبو الفتوح محمد بن المطَهَّر بن يعلى الفاطمي الهروي، وأبو المفاخر سعيد ابن المأموني، وآخر مَنْ حدَّث عنه المؤيد الطُّوسي.
وذكره عبد الغافر في سياق تاريخ نيسابور، فقال فيه: فقيه الحرم البارع في الفقه والأصول الحافظ للقواعد، نشأ بين الصُّوفية، ووصل إليه بركات أنفاسهم، درس على زَيْن الإسلام القشيري الأصول والتَّفسير، ثم اختلف إلى مجلس إمام الحرمين، ولازم درسه ما عاش، وتفقه عليه، وعلَّق عنه الأصول، وصار من جملة المذكورين من أصحابه، وحجَّ وعقد المجلس ببغداد، وسائر البلاد، وأظهر العلم بالحرمين، وكان منه بهما أثر وذِكْر ونشر للعلم، وعاد إلى نيسابور. وما تعدَّى قطُّ حدَّ العلماء ولا سيرة الصَّالحين من التَّواضع والتَّبذًُّل في الملابس والمعايش، وتستَّر بكتابة الشُّروط لاتصاله بالزُّمرة الشَّحَّامية مصاهرة، ودرَّس بالمدرسة النَّاصحية، وأمَّ بمسجد المُطرِّز، وعقد مجالس الإملاء يوم الأحد، وله مجالس الوعظ المشحونة بالفوائد والمبالغة في النُّصح، وحدَّث بالصحيحين، وغريب الخطَّابي، وغير ذلك، والله يزيد في مُدَّته ويفسح في مهلته إمتاعاً للمسلمين بفائدته.
وقال أبو سعد السَّمْعاني: سمعت عبد الرشيد بن عليّ الطَّبري بمرو يقول: الفُراوي ألف راوي.
قال أبو سعد: وسمعت أبا عبد الله الفُراوي يقول: كُنَّا نسمع مسند أبي عوانة على أبي القاسم القشيري، وكان يحضر رجل من المُحْتَشِمين يجلس بجنب الشَّيخ وكان القارئ أبي، فاتفق أنه بعد قراءة جملة من الكتاب انقطع