يقول: قام أبو الحسين بن يوسف عندنا بجامع القصر فقال: اشهدوا علي أن ابن المارستانية كذاب.
قلت: ابن المارستانية بغدادي طالب حديث. ذكره الدبيثي، فقال: طلب الحديث، وجمع، وادعى الحفظ والنقل عمن لم يدركه، فكذبه الناس. وانتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه دعوى منه. وكان أبواه يخدمان المارستان، وكان ذا جرأة وقحة، ويتعانى الفلسفة والطب.
سمع من شهدة، وطبقتها، وادعى أنه سمع من أبي الفضل الأرموي، وسود تاريخًا لبغداد.
وتوفي في ذي الحجة بطريق تفليس، وكان ذاهبًا إليها رسولًا من الخليفة. وكان يعرف الطب والنجوم.
٥٢١ - عبيد الله بن أبي المعمر بن المبارك، أبو الفرج البغدادي، الناسخ، الفقيه، الشافعي، المعروف بالمستملي.
حدث عن أبي الوقت السجزي.
٥٢٢ - عثمان بن عيسى بن هيجون، أبو الفتح البلطي، الأديب، النحوي.
له مجاميع في الأدب، وشعر. وقد تصدر بالجامع العتيق بمصر وأفاد.
وحدث عن محمد بن أسعد بن الحكيم العراقي.
وقد أقام عثمان البلطي بدمشق مدة يتردد إلى الزبداني للتعليم، فلما فتحت مصر انتقل إليها، ورتب له صلاح الدين جامكية على جامع مصر.
وكان ضخمًا هائلاً، أحمر اللون، يتطيلس من غير تحنيك، ويلبس الثياب الكثيرة في الحر، ويختفي في بيته في الشتاء، حتى كان يقال له: أنتَ في الشتاء من حشرات الأرض.
وكان إذا دخل الحمام دخل بالمزدوجة على رأسه، وأتى الحوض، وكشف رأسه بيده، وأقلب الماء بيده الأخرى. ثم يبادر، ويغطي رأسه إلى أن يملأ الطاسة، ثم يكشفه ويصب ويُغطيه. يفعل ذلك مراراً. ويقول: أخاف الهواء.
وكان متمكنًا من فنون العربية، يخلط المذهبين في النحو، ويحُسن القيام