للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غزوة قرقرة الكدر]

قال الواقدي (١): إنها في المحرم سنة ثلاث. وهي ناحية معدن بني سليم. واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم.

وكان بلغه أن بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان. فلم يجد في المحال (٢) أحدا، ووجد رعاء منهم غلام يقال له يسار، فانصرف رسول الله وقد ظفر بالنعم، فانحدر به إلى المدينة فاقتسموها بصرار؛ على ثلاثة أميال من المدينة، وكانت النعم خمسمائة بعير، وأسلم يسار.

القرقرة أرض ملساء، والكدر طير في ألوانها كدرة، ومنهم من يقول: قرارة الكدر (٣)؛ يعني أنها مستقر هذا الطير.

مقتل كعب بن الأشرف.

قال ابن إسحاق (٤) من طريق يونس بن بكير: حدثني عبد الله بن أبي بكر، وصالح بن أبي أمامة بن سهل، قالا:

بعث رسول الله حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة؛ فبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل العالية، فبشروا ونعوا أبا جهل وعتبة والملأ من قريش. فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف لعنه الله قال: ويلكم، أحق هذا؟ هؤلاء ملوك العرب وسادة الناس. ثم خرج إلى مكة، فنزل على عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص، وكانت عند المطلب بن أبي وداعة، فجعل يبكي على قتلى قريش، ويحرض على رسول الله ، فقال:


(١) المغازي ١/ ١٨٢ والذي فيه: "للنصف من المحرم على رأس ثلاث وعشرين شهرًا"، وإنما قال الذهبي "سنة ثلاث"، لأن المحرم صار سنة ثلاث بعد اعتبار التوريخ بالهجرة منه، والذهبي كثير التصرف في مثل هذه الأمور، .
(٢) جَوّد البشتكي ضبطها عن المؤلف، فوضع حاء مهملة تحت الحاء علامة الإهمال، وشدَّد اللام.
(٣) هكذا ذكرها الواقدي في مغازيه.
(٤) ابن هشام ٢/ ٥١ - ٥٨، ودلائل النبوة ٣/ ١٨٧ - ١٨٩.