توفّي في هذه السّنة، وخَلَفَه في الزّاوية ابنُ أخيه الشّيخ الصّالح سليمان بن علي بن سيف، رضي الله عنه.
٢١٨ - محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل، الإمام الأوحد، شَرَفُ الدّين، أبو عبد الله السَّلمي، الأندلسي المُرْسي، المحدّث، المفسّر، النَّحوي.
وُلد بمُرْسِية في ذي الحجّة سنة تسعٍ وستّين، وقيل: سنة سبعين وخمسمائة. وعُني بالعلم، وسمع الموطأ بالمغرب بعُلُوٍّ من الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عُبيد الله الحجري. وسمع من: عبد المنعم بن الفَرَس. وحجّ، ودخل إلى العراق، وخُراسان، والشّام، ومصر. وكان كثير الأسفار قديماً وحديثاً. سمع من: منصور الفُراوي، والمؤيّد الطُّوسي، وزينب الشِّعْريّة، وأبي روْح الهَرَوي. وببغداد من أصحاب قاضي المَرِسْتان، وخلق.
روى عنه: الحافظ أبو عبد الله ابن النّجّار، مع تقدُّمه، والدّمياطي، ومحبّ الدّين الطَّبري، والقاضيان تقي الدّين الحنبلي، وجمالُ الدّين محمد بن سومر المالكي، والخطيب شرفُ الدّين الفَزَاري، وعماد الدّين ابن البالِسي، ومحمد بن يوسف الذَّهبي، ومحمد بن يوسف بن المهتار، وبهاء الدّين إبراهيم ابن المقُدسي، والشّرف عبد الله ابن الشّيخ، والشّمسُ محمد ابن التّاج، وسعدُ الدّين يحيى بن سعد، ومحمود ابن المَرَاتبي، ومحمد بن نِعمَة، وعلي القُصيْري، ومحمود الأعسر، وخلق كثير من أهل مكّة، ودمشق، ومصر.
ذكره ابن النّجّار فقال: حجّ وقدِم طالباً سنة خمسٍ وستمائة، فسمع الكثير، وقرأ الفقه والأُصول. ثمّ سافر إلى خُراسان. وسمع بنيْسابور، ومَرْو، وهَرَاة، وعاد مجتازاً إلى الشّام، ثمّ حجّ وقدِم بغدادَ في سنة أربع وثلاثين، ونزل بالمدرسة النّظاميّة، وحدّث بالسُّنن الكبير للبيْهقي، وبغريب الحديث للخطّابي، عن منصور الفُرَاوي، وعلّقت عنه من شِعْره. وهو من الأئمّة الفُضلاء في جميع فنون العِلم. له فهْمٌ ثاقِب وتدقيق في المعاني. وله مصنَّفات عديدة، وله النَّظْمُ والنَّثْرَ المليح. وهو زاهد متورّع، كثير العبادة، فقير، مجرِّدٌ،