كانت به طعنة فحملوه على برذون، وقيل: أرادوه بدار أحمد على الخلع، فأبى واستسلم للقتل، فقتلوه.
وبايعوا أحمد ابن المتوكل ولقبوه المعتمد على الله، وكنيته أبو العباس، وقيل: أبو جعفر، في سادس عشر رجب.
وقدم موسى بن بغا إلى سامراء بعد أربعة أيام، وخمدت الفتنة، وكان المعتمد محبوساً بالجوسق فأخرجوه.
وقتل المهتدي مع باكباك أبا نصر محمد بن بغا أخا موسى.
وضيق المعتمد على عيال المهتدي بالله، ثم استعمل المعتمد أخاه الموفق طلحة على المشرق، وصير ابنه جعفراً ولي عهده، وولاه مصر والمغرب، ولقبه المفوض إلى الله، وانهمك المعتمد في اللهو واللذات، واشتغل عن الرعية، فكرهه الناس وأحبوا أخاه طلحة.
وفي العشرين من رجب دخلت الزنج البصرة، فقتلوا وفتكوا، وفعلوا بالأهواز والأبلة أكثر مما فعلوا بالبصرة.
وفيها ظهر بالكوفة علي بن زيد الطالبي، فبعث إليه المعتمد جيشاً هزمهم الطالبي.
وفيها غلب الحسن بن زيد الطالبي على الري، فجهز إليه المعتمد موسى بن بغا، وخرج معه مشيعاً له.
وفيها حج بالناس محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور أبي جعفر العباسي.
وأما صالح بن وصيف، فكان قد استطال على الخلفاء وقتل المعتز، وأقام المهتدي، وحكم عليه، وذكرنا استتاره في أيام المهتدي، قال: فنادى عليه موسى بن بغا: من جاء به فله عشرة آلاف دينار، فلم يظفر به أحد، فاتفق أن بعض الغلمان دخل زقاقاً وقت الحر، فرأى باباً مفتوحاً فدخل، فمشى في دهليز مظلم، فرأى صالحاً نائماً، فعرفه وليس عنده أحد، فجاء إلى موسى فأخبره، فبعث جماعة فأخذوه، ثم ذهبوا به مكشوف الرأس إلى الجوسق، فبادره بعض أصحاب مفلح، فضربه من ورائه، واحتزوا رأسه وطافوا به، وتألم المهتدي في الباطن لقتله، وقال: رحم الله صالحاً، فلقد كان ناصحاً.
وأما الصولي، فقال: عذبوه في حمام كما فعل بالمعتز، حتى أقر بالأموال ثم خنقوه.