وأملى بمرو وهراة. روى عنه عبد الواحد المليحي، وابنه أبو عطاء وعطاء القراب. أخذ مذهب الشافعي عن أبي زيد الفاشاني، وصار من أئمة المذهب.
٤٠٧ - عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن حبيب، أبو محمد بن أبي نصر التميمي، الدمشقي المعدل، الرئيس المعروف بالشيخ العفيف.
قرأ لأبي عمرو على أحمد بن عثمان غلام السباك، وحدث عن إبراهيم بن أبي ثابت، والحسن بن حبيب الحصائري، وخيثمة، وابن حذلم، وجعفر بن عدبس، وأحمد بن محمد بن عُمارة الليثي، وأحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ثم قطع التحديث عنه لما علم ضعفه.
روى عنه رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأبو القاسم الحنائي، وأبو نصر بن طلاب، وأبو القاسم بن أبي العلاء، وخلق كثير آخرهم موتا عبد الكريم بن المؤمل الكفرطابي.
وكان مولده في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
قال أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان بدمشق بقراءتي، وكان خيرا من ألف مثله إسنادا وإتقانا وزُهدا مع تقدمه. ثم ذكر عنه حديثا.
وقال رشأ بن نظيف: قد شاهدتُ سادات، ما رأيت مثل أبي محمد بن أبي نصر، كان قرة عين.
وقال الكتاني: توفي شيخنا ابن أبي نصر في جمادى الآخرة، فلم أر جنازة كانت أعظم منها. كان بين يديه جماعة من أصحاب الحديث يهللون ويُكبرون ويظهرون السنة، وحضر جنازته جميع أهل البلد حتى اليهود والنصارى، ولم ألق شيخا مثله زُهدا وورعا وعبادةً ورياسة، وكان ثقةً عدلا، مأمونا، رضى، وكان يلقب بالعفيف، وكانت أصوله حِسانا بخط ابن فطيس، والحلبي. وقد جمع له أبو العباس بن السمسار طرق من روى عن جابر نعم الإدام الخل.
قلت: آخر من روى حديثه بعلو كريمة القرشية مثل مُسند ابن عمر