وقال السّلفي: كان الرئيس الثّقفي عظيماً كبيراً في أعين النّاس، على مجلسه هيبةٌ ووقار، وكان له ثروة وأملاك كثيرة.
وذكره ابن السّمعاني في تخريجٍ لولده عبد الرّحيم فقال: كان محمود السّيرة في ولايته، مشفقاً على الرّعيّة. سمعت أنّ السّلطان ملكشاه أراد أن يأخذ مالاً من أهل أصبهان، فقال الرئيس: أنا أعطي النّصف، ويعطي الوزير - يعني النّظام - وأبو سعد المستوفي النّصف، فما قام حتّى وزن ما قال. وظنّي أنّ المال كان أكثر من مائة ألف دينار حمر. وكان يبرّ المحدّثين بمالٍ كثير، ورحلوا إليه من الأقطار.
٣٢١ - محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور، الحافظ أبو بكر ابن الخاضبة، البغدادي الدّقاق.
مفيد بغداد، والمشار إليه في القراءة الصّحيحة مع الصّلاح والورع. حدّث عن أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين ابن النّقّور، وعبد الرّحيم بن أحمد البخاري، وأحمد بن علي الدّينوري. وأكثر عن أصحاب المخلّص. ورحل إلى الشّام والقدس. وسمع بدمشق من إمام الجامع عبد الصّمد بن محمد بن تميم. وأقدم شيخ له مؤدّبه أبو طالب عمر بن محمد بن الدّلو، فإنه يروي عن أبي عمر بن حيّويه، وتوفي سنة ستّ وأربعين وأربع مائة. وسمع بالقدس من محمد بن مكّي بن عثمان الأزدي، وعبد الرّحيم البخاري، وأبي الغنائم محمد ابن الفراء.
روى عنه أبو علي بن سكّرة، ومحمد بن طاهر المقدسي. وآخر من روى عنه محمد بن عبد الباقي ابن البطي.
قال ابن سكرة: كان محبوباً إلى النّاس كلّهم، فاضلاً، حسن الذّكر. ما رأيت مثله على طريقته، وكان لا يأتيه مستعير كتاباً إلا أعطاه، أو دلّه عند من هو. وسمعت أبا الوفاء بن عقيل الحنبلي الإمام يقول: وذكر شدةً أصابته بمطالبةٍ طولب بها، وأنّه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربّه فيها ويناجيه، فقرأ علي في مناجاته: فلئن قلت لي يا ربّ: هل واليت في وليّاً؟ أقول: نعم