للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، وإذا طلبوا هربوا.

قال مردوية: سمعت الفضيل يقول: رحم الله امرأ أخمل ذكره، وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله.

وقال الفيض بن إسحاق: قال الفضيل: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وعنه قال: ما أجد راحة ولا لذة إلا إذا خلوت.

وعنه قال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا، اتخذ الله صاحبا، ودع الناس جانبا، كفى بخشية الله علما، وبالاغترار جهلا، رهبة المرء من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة.

قال إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل: سمعت الفضيل يقول: لو أن الدنيا عرضت علي حلالا أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة.

وسمعته يقول: من ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته.

وقال: لن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه، خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل، أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه.

وعنه قال: أمس مثل، واليوم عمل، وغدا أمل.

قال فيض بن إسحاق الرقي: قال الفضيل: ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي.

إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالك؟ قال له: عن أي حال تسأل؟ عن حال الدنيا أو حال الآخرة؟ أما الدنيا فإنها مالت بنا وذهبت كل مذهب، والآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده.

الفيض بن إسحاق، سمعت الفضيل يقول: إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه.

الأصمعي: قال الفضيل: إذا قيل لك: أتخاف الله؟ فاسكت، فإنك إن

<<  <  ج: ص:  >  >>