للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأعلم بما جرى، فألبس البرجية السلاح، وركب في أكثر من ألف فارس، فركبت الأمراء والحلقة، وأكثر الجيش في خدمة أمير سلاح، وبقوا إلى الرابعة، ثم حملوا على البرجية فهزموهم.

وقيل: إن كرجي حمل وساق معتقدًا أن أصحابه يحملون معه، فتخلوا عنه، وجاء فارس فضربه حل كتفه، وقتلوا معه نغية الكرموني السلحدار، وقتل يومئذ جماعة وطلبوا السلطان من الكرك، وبقي يعلم على الكتب ثمانية أمراء: سلار والشاشنكير وبكتمر أمير جندار وجمال الدين آقوش الأفرم، والحسام أستاذ دار وكرت وأيبك الخزندار والأمير عبد الله، فعلموا ثمان علائم على كتب بطيبة قلب قبجق وبكتمر السلحدار، بناء منهم على أنهم بحمص، ولم يعرفوا برواحهم إلى التتار.

وقتل السلطان حسام الدين وهو فيما أرى في عشر الخمسين أو جاوزها بيسير (١).

٥٥٩ - ياقوت المستعصمي، المجود، صاحب الخط المنسوب.

رومي الجنس، نشأ بدار الخلافة وأحب الكتابة والأدب، فلما أخذت بغداد سلم، وحصل خطوطًا منسوبة لابن البواب وغيره، كان يعرفها بخزانة كتب الخلفاء، فجود عليها، وعني بذلك عناية لا مزيد عليها، وقويت يده وركبت أسلوبًا غريبًا في غاية القوة، وصار إمامًا يقتدى به، وكان رئيسًا وافر الحرمة ببغداد، كثير التجمل والحشمة.

كتب عليه أولاد الأكابر، وكتب بخطه الكثير، وله شعر جيد، وقد كتب على الزكي عبد الله بن حبيب وصفي الدين عبد المؤمن صاحب الموسيقى (٢)، روى عنه أبو عبد الله بن سامة الحافظ وعلم الدين سنجر الكاتب الياقوتي، فمنه:

صدقتم فِيّ الوُشاة وقد مضى … فِي حبّكم عُمري وفي تكذيبها

وزعمتم أنّي مللتُ حديثكم … مَن ذا يملّ من الحياة وطيبها

وله:

تُجدّد الشمسُ شوقي كلّما طلعتْ … إلى مُحيّاكِ يا سمعي ويا بَصَري


(١) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٣٥ - ١٣٦ (باريس).
(٢) أضاف المصنف ما بين الحاصرتين بأخرة في حاشية نسخته.