للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القشيري، وسلك طريق الإرادة ونفذ فيها، وكان أبو القاسم يعتني به، وحصل من العلوم ما يحتاج إليه من الأصول والفروع، وجمع كتب أبي القاسم وسمعها، ثم غلب عليه قوة الحال، فصار مستغرقًا في الإرادة، وكان ظريف اللقاء، مقبول المشاهدة، رخيم الصوت، ولم يزل في صحبة الشيخ أبي القاسم إلى أن توفي، فعاد إلى كرمان، وقد طاب وقته مرة، فخرج من الكتب التي حصلها، ووضعها في الوسط، فأشار عليه أبو القاسم بحفظ ذلك، وقال: احفظها وديعة عندك، ولم يأذن له في بيعها ولا هبتها، فكان يستصحبها، يصونها ولا يطالعها، ويقول: إنها وديعة للإمام عندي، ويشتغل بما كان له من الأحوال العالية الصافية، ثم بعد ما صار إلى كرمان، بقي شيخ وقته، ووقع له القبول عند الملوك، والوزراء، والأكابر، واستكانوا له، وتبركوا به، وما كان يرغب فيهم ولا يأخذ أموالهم، بل كان يجتنبهم، ويختار العزلة والانزواء ببعض القرى، جاء نعيه إلى نيسابور في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ثم ظهر خلاف ذلك، وعاش إلى سنة ست وخمسمائة، فجاء نعيه في منتصف ربيع الأول، سمع الكثير، وما روى إلا القليل.

قلت: عاش سبعين أو ثمانين سنة.

١٢٩ - أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس، أبو حامد ابن الحذاء النيسابوري.

ذكره عبد الغافر فقال: شيخ مستور من أقارب الحاكم الحسكاني، سمع من: صاعد بن محمد، وسمع مسند العشرة من أبي سعد النصرويي، وسمع فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل من النصرويي، بسماعه من أبي بكر القطيعي سنة سبع وستين، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي، وقرئ عليه بدلالة الوالد عليه، واسم أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان، ولد أحمد في سنة ثمان عشرة، وتوفي في شوال.

روى عنه: عمر بن أحمد الصفار، وجماعة من مشيخة عبد الرحيم السمعاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>