في حادي عشر المحرم تسلطن الأمير زين الدين كتبغا التركي، المغلي المنصوري وتسمى بالملك العادل. وحلف له الأمراء بمصر والشام وزين له البلاد ودقت البشائر وله نحو خمسين سنة. وهو من سبي وقعة حمص الأولى التي في سنة تسع وخمسين، ثم صار إلى الملك المنصور، فكان من خواصه في الأيام الظاهرية. فلما تسلطن جعله أمير مائة فارس، فشهد وقعة حمص سنة ثمانين أميرًا، قدم في التحليف له الأمير سيف الدين طغجي الأشرفي، فحلفهم بدمشق.
وكان رنكه في أيام إمرته هكذا … وفي أيام ملكه الرايات الصفر.
وجعل أتابكه الأمير حسام الدين لاجين، فجاء من مصر المسعودي على ديوان لاجين بالشام. وجاء الصاحب توبة على وزارة الشام.
واستسقى الناس في جمادى الأولى مرتين بدمشق بالصحراء.
وفي جمادى الأولى ولي الوزارة بمصر الصاحب فخر الدين عمر ابن الخليلي. وصرف تاج الدين ابن حنى.
وفي رمضان رجع قاضي القضاة نجم الدين ابن صصرى من الديار المصرية بقضاء العسكر الشامي.
وفي رمضان استقرت صلاة محراب الحنابلة قبل الخطيب. وكانوا يصلون بعده، فلما زاحمهم إمام محراب الصحابة في الوقت، أذن لهم في التقدم.
وفيه عزل تاج الدين ابن الشيرازي من نظر الجامع بالرئيس محيي الدين يحيى ابن الموصلي.
وفي شوال كملت عمارة الحمام الكبير والمسجد والسوق وأكثر الحكر الذي أنشأه نائب دمشق عز الدين الحموي بين باب الفراديس ومسجد القصب. وكان يعرف ببستان الوزير. ورأيته مبقلة كبيرة.
وفي شوال ولي خطابة دمشق قاضي القضاة ابن جماعة بعد موت الشيخ شرف الدين ابن المقدسي.