عمران الإسرائيلي، والآخر إبراهيم السامري بعد أن تشفعا وثقلا عليه، وكلٌ منهما نبغ، وتميز، وكتب. قد قرأت عليه في سنة اثنتين وثلاثٍ وعشرين وستمائة كتبا في الطب، وانتفعت به. وكان محبا للتجارة مغرى بها. وكان يراعي مزاجه، ويعتني بنفسه، ويحفظ صحته. وكان لا يصعد في سلم، وإذا طلب لمريضٍ، سأل عن ذلك أولا. ويطلع إلى بستانه يوم السبت يتنزه. وكان الصاحب صفي الدين ابن شكر يلزم أكل الدجاج، فشحب لونه، فقال له رضي الدين يوما: الزم لحم الضأن وقد ظهر لونك، ألا ترى إلى لون هذا اللحم ولون هذا اللحم؟ قال: فلزمه، فصلح لونه واعتدل مزاجه، لأن لحم الضأن يتولد منه دمٌ متينٌ بخلاف الدجاج.
ولد رضي الدين الرحبي في جمادى الأولى سنة أربعٍ وثلاثين، وعاش سبعا وتسعين سنة. ومات يوم عاشوراء المحرم. وكان مرضه شهرا ولم يتبين تغير شيءٍ من سمعه ولا بصره، وإنما كان في الآخر يعتريه نسيانٌ للأشياء القريبة العهد المتجددة. وخلف ولدين؛ شرف الدين عليا، وجمال الدين عثمان، وكلاهما طبيبٌ فاضلٌ.
٧٦ - يونس ابن الخطيب أبي عبد الله محمد بن أبي الفضل بن زيد الدولعي، أبو المظفر.
حدث عن جده لأمه الخطيب عبد الملك بن زيد الدولعي، وعبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ. ومات في ذي القعدة، قبل أبيه.
٧٧ - أبو الفرج المالكي، أحد العلماء، وصاحب كتاب الحاوي.
قال لي أبو عبد الله الوادياشي: إنه توفي سنة إحدى وثلاثين.
وفيها ولد:
الإمام محيي الدين يحيى النواوي، والقاضي حسام الدين الرومي الحنفي الحسن بن أحمد الرازي، بأقسرا، والقاضي عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي، وزين الدين المنجى بن عثمان، شيخ الحنابلة، وشمس الدين محمد بن حمزة أخو القاضي تقي الدين، وسعد الدين يحيى بن محمد بن سعد في ربيع الأول، والبهاء أبو بكر بن عبد الله بن عمر ابن العجمي في رجبٍ،