إنما الدين دين آدم الأول، وهؤلاء كلهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس.
وكان أبو الفضل المجوسي، يعني الغلام الأمرد، قد سن لهم اللواط ونكاح الأخوات، وأمر بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عراةً به ويقولون: إلهنا عز وجل.
قال ابن حمدان الطبيب: أدُخلت على أبي الفضل فوجدت بين يديه أطباقاً عليها رؤوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والناس حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إن الملوك لم تزل تُعدّ الرؤوس في خزائنها فسلوه، وأشار إلي، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير؟ فسألني أبو طاهر فقلت: إلهنا أعلم، ويعلم أن هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إن جملة الإنسان إذا مات يحتاج إلى كذا وكذا صبر وكافور. والرأس جزءٌ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال.
قال ابن حمدان: وما زلت أسمع الناس تلك الأيام يلعنون إبراهيم، وموسى، ومحمداً، وعلياً، وأولاده، ورأيت المصحف ُيمسح به الغائط.
وقال أبو الفضل يوما لكاتبه ابن سنبر: اكتب كتاباً إلى الخليفة فصلِّ لهم على محمد، وبجل لهم جناب المنورة. قال ابن سنبر: والله ما تنبسط يدي لذلك.
وكان لأبي طاهر أخت فاقتضها أبو الفضل، وذبح ابناً لها في حجرها، وقتل زوجها، ثم عزم على قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سنبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه. فأتياه فقالا: يا إلهنا، إن فرجة أم أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشق جوفها ونحشوه جمراً - وكان قد شرع لهم ذلك -، فمضى معهما، فوجد فرجة مسجاة، فأمر بشق بطنها. فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تحييها لي. قال: ما تستحق فإنها كافرة. فعاوده مراراً، فاستراب وأحس بتغيرهما عليه، فقال: لا تعجلا علي ودعاني أخدم دوابكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة،