قال ابن الصلاح: وهذا هو الذي استقر عليه الأمر آخرا كما هو الأغلب الأعرف من صفو الأئمة المتأخرين الذين أوردوا مذهب داود في مصنفاتهم المشهورة، كالشيخ أبي حامد، والماوردي، وأبي الطيب، فلولا اعتدادهم به لما ذكروا مذهبه في مصنفاتهم.
قال: وأرى أن يعتبر قوله إلا فيما خالف فيه القياس الجلي، وما أجمع عليه القياسون من أنواعه، أو بناه على أصوله التي قام الدليل القاطع على بطلانها، فاتفاق من سواه إجماع منعقد، كقوله في التغوط في الماء الراكد، وتلك المسائل الشنيعة، وقوله لا ربا إلا في الستة المنصوص عليها، فخلافه في هذا ونحوه غير معتد به، لأنه مبني على ما يقطع ببطلانه، والله أعلم.
قال ابن كامل: توفي في رمضان سنة سبعين.
٢٢٣ - ٤: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل. الفقيه أبو محمد المرادي، مولاهم المصري المؤذن، صاحب الشافعي وراوي كتبه.
ولد سنة أربع أو ثلاث وسبعين ومائة. وسمع: عبد الله بن وهب، وشعيب بن الليث بن سعد، وبشر بن بكر التنيسي، وأيوب بن سويد الرملي، والشافعي، ويحيى بن حسان، وأسد بن موسى، وجماعة. وعنه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والترمذي، عن رجل عنه، وهو محمد بن إسماعيل السلمي، وأبو زرعة الرازي، وأبو حاتم، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، وزكريا بن يحيى الساجي، وأبو نعيم بن عدي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، والحسن بن حبيب الحصائري، وأحمد بن مسعود العكري، وأحمد بن بهزاذ السيرافي، وابن صاعد، وأبو العباس الأصم، وآخرون.
وثقة أبو سعيد بن يونس، وغيره.
وعن الربيع قال: كل محدث حدث بمصر بعد ابن وهب كنت مستمليه.