للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليمن المظفَّر يوسف بن عمر، وصاحب ظفار موسى بن إدريس، وصاحب دلَّه وبعض الهند ناصر الدّين محمد بن أيْتمُش وصاحب كرمان خاتون زوجة الحاجب بُراق، وصاحب شيراز أبو بكر بن أتابك سعد، وصاحب الموصل ابن بدر الدّين، وصاحب ماردين السّعيد غازي، وصاحب الرّوم قلج رسْلان وكيْكاوس ابنا الملك كَيْخُسْروا من تحت أوامر التَّتر، وصاحب الكَرَك المغيث عمر، وصاحب مكة أبو نُميّ محمد بن أبي سعد وعمّه إدريس، وصاحب المدينة جمّاز، وصاحب حماة الملك المنصور محمد، وصاحب حمص الأشرف موسى ابن المنصور إبرهيم، وصاحب تونس محمد بن يحيى، وصاحب العراق وأَََذْرَبِيجان وخُراسان هولاكو بن تولي بن جنكزخان.

في المحرَّم قطع هولاكو الفُراتَ فنزل النَّيْرب والملاّحة وتلك النّواحي، وأرسل إلى أهل حلب: إنكم تضعفون عن لقائنا ونحن نقصد سلطانكم، فاجعلوا لنا عندكم شِحْنةً بالقلعة وشحنةً بالبلد، فإن انتصر علينا الملك النّاصر فالأمر إليكم، إن شئتم أبقيتم على الشَّحنَتين، وإن شئتم قتلتموهما، وإن كانت النُّصرة لنا فحلب وغيرها لنا، وتكونون آمنين. فلم يجبه الملكُ المعظَّم تورانشاه إلى ذلك، وقال: ما له عندنا إلاّ السيف.

وكان الرسول بذلك صاحب أرْزُن، فما أعجبه جوابه وتألّم للمسلمين، فلله الأمر. فنازل هولاكو حلب بجيوشه في ثاني صفر، وهجمت التّتار البواشير وقتلوا أكثر من فيها، وقُتل يومئذٍ أسد الدّين ابن الزّاهر داود ابن صلاح الدّين، ولم يُصبح عليهم ثالث صفر إلاّ وقد حفروا خندقًا في طول قامة، وفي عرض أربعة أذْرع، وبنوا حائطًا ارتفاع خمسة أذْرع كالسّور عليهم وعملوا فيه أبوابًا، ونصبوا على باب العراق الذي للبلد أكثر من عشرين منجنيقًا، وألحّوا بالرمي بها ليلًا ونهارًا، وأخذوا في نقْب السّور، فلم يزالوا إلى أن ظهروا أولًا من حمّام حمدان في ذيل قلعة الشّريف، وركبوا الأسوار من كل ناحية في اليوم التاسع من صفر، فهرب المسلمون إلى جهة القلعة، ورمى خلْقٌ نفوسهم في الخندق، وبذلت التّتار السّيف في العالم، ودخل خلْقٌ إلى القلعة، وذاك يوم الأحد، وأصبحوا يوم الإثنين وهم على ما أمسوا من القتْل والسَّبي، وامتلأت الطُّرقات بالقتلى، وأحمي في البلد أماكن لِفَرماناتٍ كانت بأيديهم، فمن ذلك دار شهاب الدّين بن عمرون، ودار نجم الدّين ابن أخي مردكين، ودار البازيار، ودار علم الدّين

<<  <  ج: ص:  >  >>